خبراء: الكويت العميد الدبلوماسي للعرب

الاثنين 17 ديسمبر 2018 09:12 ص

نجحت الكويت في أن تخلق لنفسها صورة إيجابية تحظى بالقبول والاحترام وتلعب دور الوسيط في أكثر من صراع. 

ويعد حجم الكويت على الخريطة أصغر بكثير من الدور الذي تلعبه في ملفات إقليمية آخرها الأزمة الخليجية.

وأوضح موقع "دويتشه فيله" في تقرير له أن الكويت لديها "علاقات جيدة مع الجيران الخليجيين وعلى رأسهم الشقيقة الكبرى السعودية، وفي نفس الوقت علاقات مستقرة مع خصمهم اللدود إيران، هذا بالإضافة إلى مسار حافل في تاريخ الوساطات في المنطقة".

وأضافت: "حتى مع الدول الغربية، نجح الكويتيون في بناء علاقات إيجابية عزز منها دورهم الإنساني في أكثر من ملف في منطقة الشرق الأوسط، وقد بدا ذلك أيضا خلال زيارة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الأخيرة للكويت".

تاريخيا، لطالما لعبت الكويت دور الوسيط بين عدة دول، فقد تدخلت بين مصر والسعودية عندما وقع بينهما خلاف في اليمن، كما تدخلت بين اليمن الجنوبي وسلطنة عمان حتى إنها توصلت إلى اتفاق في هذا الخصوص وقعه الطرفان.

ولعبت الكويت أيضا دور الوساطة بين باكستان وبنغلاديش في سبعينات القرن الماضي.

ورغم أزمة حصار كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر وما خلفه ذلك من أثر على علاقات دول عربية أخرى بقطر من جهة، وعلاقات السعودية ومن معها بدول أخرى رفضت أن تأخذ صفها، نجحت الكويت في الاحتفاظ مرة أخرى بدور الوسيط المحايد على الأقل ظاهريا، وحاولت التدخل لحل الصراعات. 

قال الأستاذ والباحث في العلاقات الدولية في باريس "خطار أبودياب" إن الكويت تعتبر "العميد الدبلوماسي" للعرب.

وأضاف "دولة دبلوماسية حذرة تحاول دائما أن تلعب دور الوسيط العاقل، وحتى رغم دورها الأساسي في تأسيس مجلس التعاون الخليجي لم تُصنف ضمن تيار ما".

ويلعب موقع الكويت وتركيبتها الديمغرافية ودورها التاريخي دورا في اضطلاع الكويت بهذا الدور.

من جانبه، رأى المحلل السياسي الكويتي "أحمد يوسف المليفي"، أن الكويت فضلت دور الوسيط في الأزمة الخليجية مثلا، لأنه يتماشى مع أسلوبها المعتاد.

وتابع: "لكن ذلك لا يعني أنها محايدة كما يتصور كثيرون، فالكويت تتفق مع السعودية والدول الأخرى فيما يتعلق بملفي قطر وإيران، وقد سبق أن واجهت إيران بتدخلاتها في دول أخرى منها الكويت نفسها وأدانت ذلك، كما أنها عندما تدخلت في أزمة قطر حاولت أن تدفع الدوحة إلى الالتزام بتعهداتها".

وأضاف أن الكويت تعي جيدا حجمها الطبيعي وإمكانياتها، ورغم أن دولة أو دولتين انزعجتا من اختيارها لدور الوسيط في ملف قطر لكنه تم تقبل ذلك مع الوقت، حتى إن الكويت أصبحت "متحدثا" باسم الدول المقاطعة لقطر خلال الوساطة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الكويت الأزمة الخليجية حصار قطر الوسيط المحايد العرب دول الخليج