أردوغان: ترامب أكثر تفهما للخطة العسكرية التركية شرقي سوريا

الثلاثاء 18 ديسمبر 2018 08:12 ص

قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إن نظيره الأمريكي "دونالد ترامب"، أكثر تفهما من "البنتاغون" للخطط التركية للتحرك شرق نهر الفرات في سوريا.

يأتي ذلك بعدما صرح "البنتاغون"، الأسبوع الماضي، بأن قيام أي طرف بعمل عسكري أحادي في شمال شرق سوريا، حيث توجد قوات أمريكية، سيكون أمرا "غير مقبول".

وقال "أردوغان" في خطاب ألقاه بإقليم قونية بوسط البلاد "أعلنا رسميا أننا سنبدأ عملية عسكرية شرقي الفرات"، مضيفا: "ناقشنا ذلك مع ترامب وكان رده إيجابيا"، بحسب وكالة "رويترز".

وقال الممثل الأمريكي الخاص بسوريا "جيمس جيفري": "في ظل التهديدات (التركية) بالتحرك للتعامل مع هذه المشكلة بأنفسهم فقد تواصلت الولايات المتحدة على كل المستويات مع الأتراك".

وعبر عن اعتقاده بأن الوضع "هدأ إلى حد ما".

وقال "جيفري" لمنتدى لمؤسسة المجلس الأطلسي البحثية في واشنطن "أعتقد أننا على استعداد للعمل مع الأتراك ومع الناس على الأرض لإيجاد سبيل للتحرك قدما".

والعلاقات بين الدولتين العضوين بحلف شمال الأطلسي "الناتو" متوترة منذ فترة طويلة بسبب خلافات بشأن السياسات الخاصة بسوريا.

وتدعم الولايات المتحدة "وحدات حماية الشعب الكردية" السورية، فيما تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية مرتبطة بـ"حزب العمال الكردستاني" المحظور الذي يخوض تمردا في جنوب شرق تركيا منذ 3 عقود.

تعقيدات ميدانية

وربما تواجه العملية العسكرية التركية تعقيدات بسبب وجود جنود أمريكيين في شمال سوريا حيث أنشأت تلك القوات مراكز مراقبة على امتداد الحدود التركية السورية في محاولة لتهدئة المخاوف الأمنية التركية لم يكتب لها النجاح.

ونقلت "رويترز" عن مسؤولين أن واشنطن أبلغت أنقرة بمواقع مراكز المراقبة تلك وحذرت من أن القوات الأمريكية ستدافع عن نفسها إذا تعرضت للهجوم.

ونفى "البنتاغون"، الإثنين، تقارير أشارت إلى أنه أرسل تعزيزات إلى تلك الحدود.

وقال المتحدث باسم "البنتاغون" الكولونيل "روب مانينج": "لم نجر تحركات عسكرية كبرى صوب حدود شمال شرق سوريا... ليس سوى المطلوب لمواصلة مهمتنا عند (مواقع المراقبة) تلك".

وتدخلت تركيا بالفعل لسحق "وحدات حماية الشعب الكردية" ومسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" من منطقة غربي الفرات في العامين الماضيين لكنها لم تستهدف بعد أي منطقة شرقي النهر.

وأحد أسباب ذلك هو رغبتها في تجنب المواجهة المباشرة مع القوات الأمريكية، ويقول "البنتاغون" إن لديه نحو 2000 جندي في سوريا.

وقال "أردوغان" الإثنين: "بإمكاننا بدء عملياتنا على الأراضي السورية في أي وقت يناسب تخطيطنا. أكمل جيشنا البطل استعداداته وخططه. وكما أقول دائما ربما نأتي فجأة في إحدى الليالي".

وأوضح "أردوغان" أن جيش بلاده سيهتم بتجنب وقوع قتلى أو مصابين أمريكيين.

تصريحات توافقية

وقال مصدر مطلع على الشأن السوري إن الإدارة الأمريكية حثت "أردوغان" على عدم التوغل عسكريا داخل مدينة منبج الواقعة غربي الفرات.

لكن "أردوغان" قال إن القوات التركية ستدخل إلى مدينة منبج السورية غربي الفرات إذا لم تسحب الولايات المتحدة عناصر "وحدات حماية الشعب" من هناك وستستهدف أيضا المنطقة الواقعة إلى الشرق من النهر حيث تسيطر الوحدات على منطقة تفوق مساحتها 400 كلم على امتداد الحدود مع العراق.

وتقع منبج قرب منطقة بدأت فيها قوات تركية وأمريكية دوريات مشتركة الشهر الماضي، فيما صار هذا التعاون أيضا معقدا بعدما قصفت تركيا مقاتلين أكرادا شرقي الفرات.

ودفع هذا القصف الولايات المتحدة إلى إقامة نقاط المراقبة على الحدود بين شمال سوريا، الخاضع لسيطرة الأكراد، وتركيا.

وبدت تصريحات "أردوغان" توافقية بدرجة أكبر من تصريحات وزير داخليته "سليمان صويلو" الذي اتهم في وقت سابق واشنطن بمحاولة إعاقة الجهود التركية ضد "وحدات حماية الشعب الكردية" في العامين الماضيين.

ونقلت وكالة "الأناضول" عن "صويلو" قوله خلال زيارة إلى باكستان "الولايات المتحدة ظنت أن بإمكانها ردعنا بالرجال الذين ترعاهم... والآن سيحاولون منعنا في شرقي الفرات. لم ولن تسمح تركيا بذلك".

من جهته، قال المتحدث باسم جماعة الجيش الوطني المعارضة "يوسف حمود"، إنها ستتجاهل طلبا أمريكيا بعدم المشاركة في الحملة شرقي الفرات وإنها قررت الوقوف إلى جانب تركيا.

ومن ناحية أخرى، واصلت تركيا توجيه ضربات جوية متكررة لمواقع حزب العمال الكردستاني في مناطق جبلية بشمال العراق.

والجمعة، استدعت بغداد السفير التركي في العراق بعد أن قالت أنقرة إنها قتلت 8 من عناصر حزب العمال الكردستاني، لكن طائرات حربية تركية شنت مزيدا من الضربات منذ ذلك الحين.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

أردوغان عملية عسكرية ترامب بنتاجون حزب العمال الكردستاني