معهد واشنطن يحذر: بن سلمان قد يغزو قطر وعمان

الثلاثاء 18 ديسمبر 2018 10:12 ص

أكد معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني أن احتمال إقدام ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" على غزو دولة قطر  وسلطنة عمان غير مستبعد، خاصة في ظل انتهاجه سياسات لا يمكن توقعها، تسفر في العادة عن عواقب وخيمة. 

وفي تحليل نشره خبيرا الشأن الخليجي بالمعهد "أساف أوريون" و"سايمون هندرسون"، حذرا من أن ولي العهد السعودي لا ينظر كثيرا للعواقب، وكثيرا ما يلجأ للقفز على الواقع والهروب إلى الأمام، ما يعني أن مواجهته للضغوط التي يتعرض لها حاليا على خلفية اتهامه بالمسؤولية عن اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" قد لا تكون باتجاه دفاعي.

وضرب الباحثان المثل بعدد من سياسات "بن سلمان" المتهورة داخليا وخارجيا، ومنها: سَجْنه أكثر من 200 شخص، بينهم أمراء من أبناء عمومته، في فندق "ريتز كارلتون" في الرياض بدعوى الفساد، ما أدى إلى شرخ بعلاقاته مع الأسرة المالكة، وإعدامه الداعية الشيعي "نمر النمر" في يناير/كانون الثاني 2016، ما أدى إلى اقتحام السفارة السعودية في طهران، وما ترتب على ذلك من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إضافة إلى قيادته حصار قطر، ما أضر بالجهود الأمريكية لإظهار جبهة مشتركة مع حلفاء الولايات المتحدة في دول الخليج العربية ضد إيران.

ونوه التحليل إلى أن جريمة اغتيال "خاشقجي" ليست بمعزل عن سياق من التهور شمل إرغام رئيس الوزراء اللبناني "سعد الحريري" على إعلان الاستقالة من الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، والتسبب في أزمة بالعلاقات مع كندا في أغسطس/آب 2018، بسبب تضامن الأخيرة مع ناشطي حقوق الإنسان المعتقلين في المملكة، وهي الأزمة التي بلغت حد طرد سفير أوتاوا بالرياض، وتعليق الرحلات الجوية السعودية، وسحب الطلاب السعوديين المقيمين في كندا بمنح دراسية حكومية.

ولذا جاءت توقعات الباحثين لسيناريوهات سياسات "بن سلمان" المستقبلية غير مستبعدة لعنصر المفاجأة والتهور، الذي ميز سياق مسيرته على مدى 3 سنوات من بداية صعوده إلى سدة السلطة بالمملكة.

وشملت هذه التوقعات داخليا: تضييقا على دور العائلة المالكة بدرجة أكبر، بما في ذلك الحد من تأثيرها على السياسات ومسألة الخلافة بعد وفاة الملك "سلمان بن عبدالعزيز آل سعود"، وفرض المزيد من القيود على حرية التعبير، واتخاذ إجراءات أكثر صرامة بحق الأفراد أو الجماعات الذين ينتقدون سياسة الحكومة.

وفي هذا الإطار، لم يستبعد معهد واشنطن إعدام الداعية "سلمان العودة"، الذي يحاكم حالياً ويطالب المدّعون العامون بإنزال عقوبة القتل تعزيرا به.

أما على الصعيد الخارجي، فارتأى الباحثان أن السعودية قد تعلن تأييدها لخطة السلام الأمريكية للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين (التي لم تُنشر بعد)، إلى حد عقد لقاء يجمع "بن سلمان" ورئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، وقد تتجه إلى  اتخاذ الموقف المعاكس بإدانة مبادرة السلام الأمريكية.

ومن السيناريوهات التي لم يستبعدها التقرير في سياسات "بن سلمان" الخارجية: تعميق العلاقات النفطية مع روسيا، وشراء منظومات أسلحة ضخمة منها، على رأسها منظمة "إس-400" للدفاع الجوي، وشراء محطات نووية روسية أو صينية عوضاً عن التكنولوجيا الأمريكية، بالاستفادة من غياب القيود على التخصيب أو إعادة المعالجة، والتعاون العلني مع باكستان بشأن تطوير سلاح نووي، والمطالبة بفتح ممر بري أو طريق لتصدير النفط عبر اليمن أو عُمان نحو المحيط الهندي.

وخلص التحليل إلى أن صانعي القرار حول العالم عليهم أن يكونوا مستعدين لما اعتبروه غير متوقع في السابق، الأمر الذي قد يسفر عن عواقب وخيمة على السعودية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر عمان تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية محمد بن سلمان سعد الحريري ريتز كارلتون جمال خاشقجي روسيا باكستان

وزيرا دفاع قطر وعمان يعقدان مباحثات عسكرية بمسقط