أثار تعاقد الحكومة المصرية مع شركة "أوراسكوم للاستثمار القابضة" لتفويضها في إدارة منطقة أهرامات الجيزة السياحية، مخاوف حول توجه الحكومة نحو خصخصة إدارة قطاع الآثار.

وأعلن المجلس الأعلى للآثار، الخميس، منح شركة "أوراسكوم" للاستثمار، المملوكة للملياردير "نجيب ساويرس"، حق إدارة وتشغيل خدمات الزائرين بمنطقة أهرامات الجيزة.

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، "مصطفى وزيري"، إن الخدمات موضوع التعاقد تشمل التسويق والترويج للمنطقة، وتشغيل ساحة انتظار الحافلات خارج المنطقة الأثرية أمام المدخل الجديد الواقع على طريق الفيوم -بعد منع دخول السيارات والحافلات السياحية داخل المنطقة الأثرية- وتوفير الشركة وسائل انتقال للزائرين داخل المنطقة بواقع 30 حافلة و20 عربة تعمل بالكهرباء والطاقة صديقة للبيئة.

واعتبر وكيل وزارة السياحة السابق، "مجدي سليم"، أن "شركة أوراسكوم  تعتبر من أضخم الشركات العربية علي المستوي المحلي والدولي، فلها الكثير من الأعمال الذي تؤكد علي نجاحها، مضيفا أن أوراسكوم  قادرة علي ادارة المشروعات الخاصة بخدمة الزائرين في الأهرامات بشكل جيد، حسب صحيفة "الوفد" المصرية (خاصة).

إلا أن مصادر برلمانية كشفت، الثلاثاء، أن خطة المجلس الأعلى للآثار لا تتوقف عند منطقة أهرامات الجيزة، ولكن هناك ملفا كاملا تم تسليمه للبرلمان يشمل العديد من المناطق الأثرية الأخرى التي تعتزم الحكومة إسناد إدارتها لشركات خاصة.

وقال عضو البرلمان المصري، "علي الحسيني، إن "الحكومة تتجه فعليا لإسناد إدارة مناطق الآثار بمحافظة أسوان (جنوب) وفي مقدمتها معبد أبو سمبل وجزيرة فيلة وقبر أغاخانو ومعبد إدفو ومعبد كوم أمبو إلى شركات خاصة، إضافة إلى مناطف أخرى في محافظة الأقصر (جنوب) هي معبد الكرنك ووادى الملوك ومعبد الأقصر ومعبد رمسيس الثالث، والدير البحري".

ولفت إلى أن "الخطة تشمل دراسة طرح إدارة القطاع الخاص لمناطق أثرية أخرى مثل قصر هارون وهرم سيلا في محافظة الفيوم (وسط)، وكذلك منطقة تل العمارنة وتونا الجبل في محافظة المنيا (وسط)".

من جانبه، حذر الخبير في تأهيل المناطق الأثرية وترميمها، "خالد عباس"، من أن "هذا الأمر سيكون بابا خلفيا لنهب الآثار وزيادة التجاوزات لصالح جهات خاصة"، مشيرا إلى أن "مصرستجني سلبيات هذا القرار وآثاره بعد مرور سنوات وحينها لن تستيطع العودة إلى الماضي مجددا".

وطالب "عباس" المجلس الأعلى للآثار بـ"التدخل والحفاظ على هذا القطاع من الخصخصة"، مشددا على أن "هناك العديد من المنتفعين الحكوميين يقفون وراء هذا الملف".

وأتى الإعلان عن صفقة "أوراسكوم" بعد قيام سائح دنماركي وصديقته بالتقاط مقطع جنسي فوق هرم خوفو، نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبثه على حسابه الشخصي عبر "يوتيوب"؛ مما أثار غضب المصريين ومطالباتهم بتنظيم أكبر للمناطق الأثرية.