كشفت مصادر في حركة "طالبان" أن محادثاتها مع الولايات المتحدة في أبوظبي شملت مستقبل القوات الأجنبية في أفغانستان، ووقفاً محتملاً للنار، واتفاقاً على ممثلين للحركة في حكومة تسيير أعمال مستقبلية.

ونقلت وكالة "رويترز" عن الناطق باسم "طالبان"، "ذبيح الله مجاهد"، أن "المحادثات تناولت انسحاب قوات الاحتلال من أفغانستان، وإنهاء الاضطهاد الذي تمارسه الولايات المتحدة وحلفاؤها"، مشيراً إلى "تبادل وجهات نظر حول السلام وإعادة إعمار أفغانستان".

وتحدثت الحركة عن "اجتماعات معمقة مع مسؤولين بارزين من السعودية وباكستان والإمارات"، لافتة إلى أنها أجرت محادثات تمهيدية مع الموفد الأمريكي المكلّف بملف أفغانستان "زلماي خليل زاد".

ونقلت الوكالة ذاتها عن مسؤولين من "طالبان" إن الوفد الأمريكي يضغط من أجل وقف للنار مدته 6 أشهر، إضافة إلى اتفاق على ممثلين للحركة في حكومة تسيير أعمال مستقبلية.

وأضاف المسؤولون أن "طالبان" تقاوم وقف إطلاق النار، إذ تعتقد بأنه سيضرّها ويساعد القوات الأمريكية والأفغانية.

وقال مسؤول بارز في الحركة: "إذا أصبحت السعودية والإمارات وباكستان ضامنة، وإذا نصّبت الولايات المتحدة رئيساً نرشحه لحكومة تسيير الأعمال في أفغانستان، فسنفكّر في وقف النار".

وكانت الخارجية الأمريكية أكدت عقد اجتماعات في أبوظبي، مشيرة الى أنها تندرج "في إطار جهود تبذلها الولايات المتحدة، ضمن استراتيجيتها في جنوب آسيا لتشجيع حوار بين الفرقاء الأفغان لوقف النزاع في بلدهم".

أما الرئيس الباكستاني "عمران خان"، فكتب على "تويتر" أن بلاده "ستبذل كل ما يمكن لإحراز تقدّم في عملية السلام"، معرباً عن أمله بـ"انتهاء نحو ثلاثة عقود من المعاناة للشعب الأفغاني الشجاع".

من جهته، أعلن ناطق باسم الرئاسة الأفغانية أن "فريق التفاوض الأفغاني موجود في أبوظبي، لبدء حوار غير مباشر مع وفد طالبان والتحضير للقاء مباشر بين الطرفين".

والمحادثات التي تستمر 3 أيام في أبوظبي، هي الثالثة على الأقلّ التي يجتمع فيها الموفد الأمريكي المكلّف بملف أفغانستان، مع ممثلين عن "طالبان"، في إطار جهود دبلوماسية لإنهاء النزاع المستمر منذ 17 عاما.