إندبندنت: البشير سيفعل المستحيل للبقاء وليس فقط زيارة سوريا

الأربعاء 19 ديسمبر 2018 07:12 ص

سلطت صحيفة "إندبندنت" البريطانية الضوء على الزيارة المفاجئة التي أجراها الرئيس السوداني "عمر البشير" لسوريا، هذا الأسبوع، كأول رئيس عربي، يزور دمشق منذ 2011، مشيرة إلى أن البشير مستعد لفعل المستحيل من أجل البقاء في منصبه.

وذكرت الصحيفة في مقال للكاتب "أحمد أبودوح"، أن "البشير" يعتبر كـ"الأسد"، ولكن على نطاق أصغر، موضحا أن الشعب السوداني لا يزال يعاني جراء الحرب.

وأكد  الكاتب أن "البشير" مستعد لعمل أي شيء مقابل البقاء في منصبه، وأنه -كما هي الحال مع "الأسد"- في الطريق لإعادة التأهيل.

وأضاف "أبودوح"، أنه لابد أن يكون الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، هو من كلف "البشير" بتلك الزيارة، فى ظل مساعيه لإعادة تأهيل "بشار الأسد"، معتبرا أن تلك المحاولات ستكون معركة خاسرة.

وتساءل: "متى يفهم الغرب أن النوم بالقرب من الوحش يتسبب بالكوابيس؟".

وأوضح الكاتب "أبودوح"، أن الخبر ليس هو أن "البشير" أول رئيس عربي يزور دمشق ويلتقي "الأسد"، بل الخبر هو من كان وراء هذه الزيارة، مشيرا إلى أنه لا بد أن "ترامب" هو من لعب دورا كبيرا في إقرار هذه الزيارة إلى العاصمة السورية.

وكشف الكاتب أنه عندما التقى "ترامب" بالرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" في قمة هلسنكي في فنلندا في يوليو/تموز الماضي، فإن الولايات المتحدة وروسيا و(إسرائيل) توصلوا إلى اتفاق مشترك لإبقاء الديكتاتور السوري "الأسد" في السلطة.

وأشار إلى أن "ترامب" يحبّ "الأسد"، ويعتقد أن "الأسد" يعتبر أحد "اللاعبين الأقوياء" الذين تمكنوا من فرض إرادتهم على المجتمع الدولي.

وأضاف "أبودوح" أنه بات واضحا أن "الأسد" صار يوازي في ديكتاتوريته كلا من الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون"، والرئيس الفلبيني "رودريغو دوتيرتي"، وولي العهد السعودي "محمد بن سلمان".

وتساءل ما إذا كانت هناك استراتيجية أمريكية تجاه سوريا، معقبا أنه إذا كان هناك شيء من هذا القبيل فلا بد أنها استراتيجية مليئة بالثغرات، كما لاحظ أن "ترامب" يفرض أشد حزمة من العقوبات على إيران بسبب سلوكها الخبيث في الشرق الأوسط، غير أنه في الوقت نفسه يلقي بحبل النجاة لأحد أهم حلفائها، ممثلا في "الأسد" في سوريا.

ولفت الكاتب الانتباه إلى أن "ترامب" أيضا يطرح تساؤلات إزاء الدور الروسي المتزايد في المنطقة، لكنه يعطي سوريا للروس في اللحظة ذاتها.

وأضاف أن "ترامب" لا يكرس الكثير من التفكير في المدنيين السوريين أو حقوقهم أو سلامتهم.

وقال إنه سبق لـ"ترامب" أن لوّح بأن "الأسد" سيدفع الثمن جراء قصفه المدنيين في الغوطة الشرقية بالأسلحة الكيميائية، غير أن الأمر اختلف الآن وصار يبدو أن "ترامب" يحاول إعادة تأهيل "الأسد".

وذكر أن الحكومات الغربية تبدو متحمسة لتكرار الأخطاء نفسها، وأن سياسات إعادة تأهيل الطغاة المتعطشين للدماء أدت إلى تحوّل الشرق الأوسط إلى منطقة مليئة بالفظائع اليومية والفوضى والتطرف، وأن السير في الطريق نفسه استراتيجية ساذجة.

وأضاف أنه "بعد 7 سنوات من القتال الشرس في سوريا، الذي تسبب في أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، لا يبدو أن أحدا يفهم كم سيستغرق الأمر من الغرب حتى يستوعب أن إنقاذ الأسد يعتبر شأنا خاسرا حتى لو كان الثمن هو قيام بضع قواعد عسكرية أمريكية في شمال سوريا وبعض الضمانات لأمن (إسرائيل)".

المصدر | الخليج الجديد +القدس العربي

  كلمات مفتاحية

السودان سوريا أمريكا بشار الأسد عمر البشير دونالد ترامب زيارة سوريا