التحالف يقصف هدفا بمطار صنعاء ويحذر من انهيار الهدنة

الأربعاء 19 ديسمبر 2018 03:12 ص

استهدف التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن، الأربعاء، مطار صنعاء، في أول ضربة يعلن عنها، منذ محادثات السويد، ضد المطار الخاضع لسيطرة ميليشيات "الحوثيين".

وأعلن التحالف في بيان بثته قناة "الإخبارية" الحكومية السعودية، "تدمير طائرة بدون طيار ومنصة الإطلاق بمطار صنعاء الدولي"، مشيرا إلى "تدمير الطائرة في مرحلة الإعداد لإطلاقها، وتحييد هجوم إرهابي وشيك".

وفشل الطرفان خلال محادثات السويد في الاتفاق على إعادة فتح مطار صنعاء الذي يتحكم التحالف بالحركة فيه ويسمح فقط لطائرات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بأن تحط فيه وتقلع منه.

وقال التحالف في بيانه "الميليشيا الحوثية الإرهابية تستخدم مطار صنعاء كثكنة عسكرية في مخالفة للقانون الدولي الإنساني".

وبالتزامن مع ذلك، حذر التحالف من احتمال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة بغرب اليمن، في حال تأخرت الأمم المتحدة في التدخل للإشراف على الهدنة والعمل على وقف "خروقات" ميليشيا "الحوثيين".

وقال مصدر في التحالف إن "الحوثيين" قد خرقوا الاتفاق في 21 مناسبة منذ بدء سريانه منتصف ليل الإثنين الثلاثاء، معتبرا أن "هناك مؤشرات على الأرض بأنهم اختاروا أن يتجاهلوا الاتفاق"، بحسب فرانس برس".

وتابع المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته :"سنواصل ضبط النفس في هذه المرحلة لكن المؤشرات الأولية غير مطمئنة"، محذرا من أن الاتفاق "قد يفشل" بسبب هذه الخروقات، وفي حال تأخرت بعثة الأمم المتحدة في بدء عملها على الأرض.

في المقابل، اتهم "الحوثيون" القوات الموالية للحكومة بخرق اتفاق الهدنة، قائلين عبر وكالة "سبأ" المتحدثة باسمهم إن القوات الحكومية "قصفت أحياء سكنية" في عدة مديريات في محافظة الحديدة غربي اليمن، و"أطلقت صواريخ موجهة وقذائف مدفعية وقذائف الهاون" على أهداف في المدينة ذاتها.

ورغم هذه التحذيرات، قال مصدر في الأمم المتحدة لـ"فرانس برس" إن "الاتفاق متماسك"، موضحا: "نثق في نية الطرفين الالتزام بوقف إطلاق النار والعمل على إعادة الانتشار".

وفي حال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، قد يعاود التحالف إطلاق الحملة العسكرية في المدينة باتجاه مينائها الذي يعد شريان حياة رئيسيا لملايين اليمنيين.

ومن المفترض أن تصل إلى اليمن خلال الأسبوع الجاري بعثة من الأمم المتحدة لترؤس لجنة عسكرية تضم ممثلين عن القوات الموالية للحكومة المدعومة من التحالف، و"الحوثيين" المدعومين من إيران، لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة.

من جهته، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك" أن رئيس لجنة إعادة الانتشار "سيعقد أول اجتماع له مع ممثلين عن الطرفين عبر الفيديو من نيويورك الأربعاء، قبل أن يتوجه إلى اليمن لاحقا هذا الأسبوع".

بين الحرب والاتفاق

واندلعت حرب اليمن في 2014، بينما بدأ التحالف العسكري بقيادة السعودية التدخل في مارس/آذار 2015 دعما للحكومة المعترف بها بعد سيطرة "الحوثيين" على مناطق واسعة بينها العاصمة صنعاء، ومنذ ذلك الحين قتل نحو 10 آلاف شخص وتهدد المجاعة نحو 14 مليونا من سكان البلاد.

وبعد أكثر من 4 سنوات من الحرب، توصل الطرفان في محادثات في السويد، التي استمرت لأسبوع واختتمت الخميس الماضي، إلى اتفاق سحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة ومينائها، ووقف إطلاق النار في المحافظة.

كما اتفق طرفا النزاع على التفاهم حيال الوضع في مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها القوات الحكومية ويحاصرها "الحوثيون"، وعلى تبادل نحو 15 ألف أسير، وكذلك عقد جولة محادثات جديدة الشهر المقبل لوضع الأطر لاتفاق سلام ينهي الحرب.

ويرى محللون أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها هي الأهم منذ بداية الحرب لوضع البلد الفقير على طريق السلام، لكن تنفيذها على الأرض تعترضه صعوبات كبيرة، بينها انعدام الثقة بين الأطراف.

وينص اتفاق الحديدة على إنشاء لجنة مشتركة، برئاسة الأمم المتحدة، لمراقبة وقف إطلاق النار وعملية الانسحاب من المدينة التي تعتبر شريان حياة لملايين السكان إذ تمر عبر مينائها غالبية المساعدات والمواد الغذائية.

وإلى جانب وقف إطلاق النار، يقول التحالف إنه بحسب اتفاق السويد، فإن على "الحوثيين" الانسحاب من موانئ محافظة الحديدة (الحديدة والصليف ورأس عيسى) بحلول نهاية يوم 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

كما أنه يتوجب على المتمردين والقوات الموالية للحكومة الانسحاب من المدينة بحلول نهاية يوم 7 يناير/كانون الأول المقبل.

  كلمات مفتاحية

السعودية اليمن التحالف صنعاء قصف مطار الهدنة