كشفت وسائل إعلام إسرائيلية وصول 7 صحفيين عرب للكنيست الإسرائيلي بالقدس المحتلة لإعداد تقارير لصحيفة "الأهرام المصرية"، و قناة "فرانس 24" الفرنسية وغيرها.

ونظمت السفارة الإسرائيلية في فرنسا زيارة لوفد من 7 صحفيين من أصول عربية يعملون في فرنسا وبلجيكا، وبعضهم قدم من مصر ولبنان والجزائر والمغرب، إلى الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). بحسب صحيفة "جيروزليم بوست".

ونظم الكنيست لقاء للصحفيين مع رئيس لجنة العمل والرفاه والصحة، "إيلي ألألوف"، لمناقشة وضع العرب في البلاد، والصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.

وادعى "ألألوف" خلال اللقاء أنه لا توجد قوانين عنصرية، ولا تمييز بحسب الجنس أو العرق، مؤكدا في الوقت ذاته أن "قانون العودة" هو لليهود فقط!

ووصف (إسرائيل) بأنها "دولة يهودية وديمقراطية"، ولكنها لا يمكن أن تتعهد بعودة الفلسطينيين، قائلا "ببساطة، لن يحدث ذلك".

وردا على سؤال من صحفي يدعى "مصطفى كوسا" من "فرانس 24" بشأن تكلفة عدم وجود سلام مع الفلسطينيين، أجاب باقتضاب "يوجد مزايا اقتصادية للسلام"، ولكنه سرعان ما تحول للتعبير عن خيبة أمل إسرائيلية من الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، حيث تساءل عن مواصلة هجومه على (إسرائيل)، كما تساءل "هل نحن مجرد دعاة حرب وقتلة؟".

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة الإسرائيلية عن "خالد زغلول" من "الأهرام" قوله إن (إسرائيل) ليست الوحيدة التي خاب أملها، وإنما الدول العربية أيضا.

وقالت الصحفية "مارين هاي" من قناة "بي إف إم تي في" الفرنسية الإخبارية، إنها سبق أن التقت النائبة حنين زعبي، التي تحدثت عن التعامل السيئ معها في الكنيست؛ فرد "ألألوف" بأنه يدين السلوك العنيف، وأن هناك "حقوقا متساوية وحرية تعبير كاملة".

ورغم ادعاءات "ألألوف" نقلت "جيروزاليم بوست" عن نواب من القائمة المشتركة (النواب العرب في الكنيست) قولهم إنه لم يكونوا على علم بزيارة الوفد.

وتعجب النائب "يوسف جبارين" أن يأتي مثل هذا الوفد بهذه "الخلفية الفريدة"، دون أن يجتمع مع ممثلي القائمة المشتركة.

وهاجم النائب "جمال زحالقة" الصحفيين المشاركين في التطبيع من خلال مثل هذه الزيارات قائلا: "إن هؤلاء منسلخون عن مواقف شعبنا وأمتنا وتوظف إسرائيل زيارتهم في ماكنتها الدعائية".

واستطرد مستنكرا: "فما بالك حينما يزعم بعضهم زورا وبهتانا أن الاعتراف الصادق بإسرائيل شرط لنهضة الأمة. هذه أقوال مريبة جدا تدلل على هوية ونوايا قائلها المبيتة".

وكتب أحد الصحفيين المشاركين في الوفد ويدعى "نادر علوش"، مولود لأم جزائرية وأب لبناني، مقالا في "هافينغتون بوست المغرب"، بعنوان "عربي ومسلم"، يشرح فيه لماذا وافق على زيارة (إسرائيل).

وزعم "علوش" في مقاله أن "الصراع العربي الإسرائيلي هو إلهاء عن المشاكل الحقيقية للشرق الأوسط، وذريعة للتخلف العربي المعيب الذي يعتبر إهانة للمجد اللامع للأسلاف".

وتابع: "حقوقنا لا تتفوق على حقوقهم… لا يمكن الاعتراف بحقوقنا إذا ما ثابرنا على المطالبة بالقدس من أجل هيمنتنا الحصرية، لأن سيادتنا لا تكمن في استبعاد أو إنكار حقوق اليهود"، مدعيا أن "نهضة العرب تبدأ بالاعتراف الطوعي والصادق بإسرائيل".

يشار إلى أن رئيس الكنيست "يولي إدلشتاين" كان قد قال في وقت سابق إنه يرحب بالصحفيين ويدعوهم لرؤية "القلب النابض بالديمقراطية الحقيقية، الوحيدة في الشرق الأوسط"، مضيفا أنه "إذا كانت زيارة الوفد ستغير، ولو قليلا، في الإعلام العربي، فإن ذلك سيكون كافيا".