انتشرت في مصر حالة جدل صاخب وسخرية واسعة، بعد إعلان مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون اللواء "زكريا الغمري"، عن تقديم وجبات بط وحمام للسجناء، ورواتب مجزية تصل في بعض الأحيان إلى 6 آلاف جنيه.
وتفجرت موجة التهكم على تلك التصريحات بالإشارة إلى أنت أغلب أبناء الشعب المصري خارج السجون لا يحصلون على هذه الامتيازات، التي تسببت في انتقادات واسعة وجهها إعلاميون مقربون من النظام لوزارة الداخلية.
ووفق بيان صادر عن الوزارة، فإن وجود لحوم الطيور والنعام وتحديدا "البط" في وجبات السجناء اليومية على أساس توصية من المجلس القومي للغذاء التابع لوزارة الصحة.
ودافعت الوزارة عن "الغمري"، مؤكدة أن هذه الرواتب منسجمة مع القانون لأن بعض الشركات الإنتاجية التي يعمل بها السجناء تربح وبموجب القانون للسجناء الحق في جزء من هذه الأرباح.
لكن حالة من السخرية على مواقع التواصل، دفعت رئيس قطاع السجون السابق، اللواء "مصطفى الباز"، إلى التأكيد في مداخلة على قناة "TEN" الفضائية، أنه "لا توجد رواتب للمساجين ولا بط وحمام".
وهاجم الإعلامي "أسامة كمال" في برنامج "مساء دي إم سي" على فضائية "دي إم سي" المملوكة للجيش، "الغمري"، قائلا: "لازم المسؤول ياخد باله من كلامه، وزمن التصريحات غير المسؤولة انتهى".
وتساءل: "إزاي نقنع الناس في بلد الحد الأدنى للأجور ما وصلش لـ1200 جنيه إن السجون فيها رواتب 6 آلاف جنيه، ووسط مشاكل الأسعار نقول للناس إن المساجين بياكلوا بط وحمام ونعام".
وعلق صاحب حساب "مصري" على "فيسبوك"، قائلا: "رئيس قطاع السجون: راتب السجين 6 آلاف جنيه.. يعني كدا الدكاترة هيطلبوا رفع رواتبهم مساواة برواتب المساجين".
وكتب آخر: "واخد تأبيدة في الشغل ولسه ماوصلت لنص المبلغ... كنت اتسجنت وخدت مرتب 6000 جنيه وباكل بط وحمام وفراخ بدل الفول اللي غلي ودوخنا وداخ".
وقال ناشط يدعى "محمد حامد" إن "قصة رواتب السجون هتشجع الناس على الجريمة".
وسخرت "فاتن فتحي"، قائلة: "رئيس قطاع السجون المصرية: راتب السجين 6 آلاف جنيه وبنجبلهم بط وحمام.. الإقبال تاريخي على السجون يا أفندم والبعض يسأل.. هوه التقديم فين؟".
هذا، وينتج السجناء المصريون الأثاث الخشبي والمعدني والسجاد والأحذية والملابس ومياه الشرب المعبأة والدواجن والخضروات والفواكه الطازجة ولحم البقر والأسماك ومنتجات الألبان، مقابل تقاضيهم مبالغ شهرية.
وتتهم العديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية السلطات المصرية بانتهاك حقوق الإنسان داخل السجون والمعتقلات، بما يشمل التعذيب والإهمال الطبي والمنع من الزيارة والتريض.
