أ.ب: هكذا أجبر أردوغان ترامب هاتفيا على الانسحاب من سوريا

الجمعة 21 ديسمبر 2018 09:12 ص

كانت المكالمة الهاتفية التي جمعت الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بنظيره التركي "رجب طيب أردوغان" في 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري هي الأساس الذي أفرز قرار الأول بسحب قواته من سوريا، وقد نجح "أردوغان" في حصار "ترامب" خلال تلك المكالمة واستصدر منه تعهدا بالانسحاب، كان مفاجئا حتى لأركان الإدارة الأمريكية والبنتاغون وأربك الموقف، وصولا إلى استقالة وزير الدفاع "جيمس ماتيس".

ما سبق كان خلاصة تقرير نشرته "أسوشيتد برس" عن كواليس تلك المكالمة، التي قالت إنها شهدت قرارا مفاجئا وغير متوقعا من "ترامب" بالانسحاب من سوريا، والتعهد بذلك لـ"أردوغان"، عبر أسلاك الهاتف، وسط ذهول مستشاري الرئيس الأمريكي الذين كانوا يتابعون المكالمة بشكل بروتوكولي، وأبرزهم "جون بولتون".

وأضافت أن المكالمة سبقها محادثات بين وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" ونظيره التركي "مولود جاويش أوغلو"، اتفقا خلالها على المحادثة الهاتفية بين "ترامب" و"أردوغان".

وبعد تلك المحادثات، التقى "بومبيو" وزير الدفاع "ماتيس"، ووضعا نقاطا للحوار الهاتفي المرتقب بين "ترامب" و"أردوغان"، وكانت تهدف تلك النقاط إلى محاولة إقناع الرئيس التركي بإلغاء خططه العسكرية ضد الأكراد في شرق الفرات، نظرا لعدم ملائمة الوقت، وخطورتها على القوات الأمريكية هناك.

وتمضي الوكالة الأمريكية بالقول إلى أن "ترامب" تجاهل هذا السيناريو خلال المكالمة، وانحاز إلى رغبة الرئيس التركي، بشكل مفاجئ.

وأكدت أن جميع المستشارين نصحوا "ترامب" بوضوح، قبل المكالمة، بمعارضة التدخل التركي الجديد في سوريا، واقترحوا سيناريوهات بديلة لإرضاء أنقرة.

وتضيف: "لكن أردوغان وضع ترامب في موقف دفاعي خلال المكالمة الهاتفية، وكان حاسما في لهجته، حيث ذكره الرئيس التركي أن السبب الوحيد لوجود القوات الأمريكية في سوريا كان هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وأن التنظيم قد هزم بنسبة 99%".

ومع وجود "أردوغان" على الخط، سأل "ترامب" مستشار الأمن القومي "جون بولتون"، الذي كان يستمع للمكالمة: "لماذا بقيت القوات الأمريكية في سوريا إذا كان ما يقوله الرئيس التركي صحيحا؟".

ومع ذلك، رد "بولتون" وخبراء من الأمن القومي بأنه من المهم إكمال الانتصار على التنظيم والقضاء على الـ1% المتبقية من قوته، لكن "أردوغان" قال إن الأتراك كفيلون بالقضاء على هذه الفلول، وفي النهاية استسلم الرئيس الأمريكي وتعهد لـ"أردوغان" بالانسحاب، لدرجة أن الرئيس التركي تشارك الذهول مع "بولتون".

وأوضحت "أسوشيتد برس" إلى أن "ترامب" رفض ضغوطا من المستشارين ووزارة الدفاع لتغيير قراره الذي اتخذه بشكل درامي خلال تلك المكالمة الهاتفية، وبدا مصرا على ما التزم به أمام الرئيس التركي.

وأمام ذلك الإصرار، بدأ البيت الأبيض التحضير لإعلان القرار، وكان مقررا أن يتم الإعلان يوم الثلاثاء، لكن "البنتاغون" أقنع "ترامب" بتأجيل الإعلان لأن خطط الانسحاب لم تكتمل بعد، ولم يتم إخطار الكونغرس.

لكن، صباح الأربعاء، بدأت أخبار الانسحاب تتسرب، حينما شرع قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال "جوزيف فوتيل" بإبلاغ قادته على الأرض والأكراد بالقرار.

يذكر أن قرار "ترامب" أثار صدمة وغضبا داخل الكونغرس، وطالب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ، أبرزهم العضو البارز بلجنة القوات المسلحة "ليندسي غراهام" بعقد جلسة لمناقشة الأمر.

وقوبل القرار بارتياح روسي، وقلق كردي وإسرائيلي وإقليمي.

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة تركيا ترامب «رجب طيب أردوغان» الانسحاب الأمريكي من سوريا

أردوغان: نتواجد بسوريا لإعادة الحرية للعرب والأكراد هناك