النهضة تجدد تخليها عن مطلب عدم ترشح الشاهد لرئاسة تونس

الجمعة 21 ديسمبر 2018 09:12 ص

جددت حركة "النهضة" في تونس، تأكيد تخليها عن مطالبتها لرئيس الحكومة التونسية "يوسف الشاهد"، بالالتزام بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة في البلاد نهاية العام المقبل.

وقال نائب رئيس الحركة الإسلامية "علي العريض"، إنّ الشرط الذي وضعته حركته في وقت سابق، أمام حكومة "الشاهد"،، حول تحييدها، رئيسًا وأعضاء، من الترشح للانتخابات المقبلة، "لم يعد بذات الأهمية"، مضيفا أن الحركة "تخلت عن هذا الشرط بعد تجاوز مسار وثيقة قرطاج 1 و2".

وتابع "العريض"، في تصريح لإذاعة "موزاييك" المحلية، أنّ "حركة النهضة عندما وضعت هذا الشرط، كان في ظل الحوار الوطني أو ما يعرف بوثيقة قرطاج 1 و 2، بهدف ضمان تطبيق الشاهد للإصلاحات المضمنة في الوثيقتين من قبل الأطراف المشاركة فيهما".

وأوضح أنّ "مسألة قيادة يوسف الشاهد لمشروع سياسي استعدادًا للانتخابات مع المحافظة على قيادة التشكيل الحكومي، لم تعد بذات الأهمية طالما أن الشاهد يحافظ على حسن سير العمل الحكومي وعلى استقرار الحكومة".

وقال القيادي في الحركة، إن الأولوية المطلقة لحركة "النهضة" هي "توافر حزام سياسي متماسك للحكومة ودعم استقرارها".

ومنذ الشهر الماضي، غيرت حركة "النهضة" التونسية، موقفها، من ترشح "الشاهد" للانتخابات الرئاسية، لتنتقل من الرفض القطعي والدعم المشروط بعدم الترشح، إلى ترك القرار له واعتبارها مسألة هامشية.

ويدفع تسلسل مواقف النهضة، حسب مراقبين، إلى الاعتقاد بأن مطلب عدم ترشح "الشاهد"، للرئاسة لم يكن طلب "النهضة" منذ البداية، بل رفعته نيابة عن حليفها سابقا الرئيس التونسي "الباجي قائد السبسي"، وتخلت عنه بعد أن رجحت كفة رئيس الحكومة في الخلاف، وتشكيله حزاما برلمانيا أغلبيا يحيط به، وتمرير وزرائه الجدد في التعديل الأخير، وهي الأغلبية ذاتها التي ستضمن له أيضا تمرير مشروع قانون المالية للسنة المقبلة.

ويرى مراقبون أن "النهضة"، التي تابعت عن كثب مجريات الخلاف بين رأسي السلطة التنفيذية، لاسيما تغير موقف برلمانيين وقيادات سياسية، كانت في صف "السبسي" لتصطف وراء "الشاهد"، وإثر تكوينه حزاما نيابيا أكسبه المعركة، واعتزامه تكوين تشكيل سياسي يخوض به الانتخابات، غيرت موقفها في اتجاه رفع تحفظاتها على ترشحه، باعتباره سيكون حليف المرحلة المقبلة، من التوافق بدل النداء، الذي أنهى التوافق معها قبيل الانتخابات.

ويُعبِّر الخلاف بين "الشاهد" و"السبسي"، حسب خبراء وسياسيين، عن رغبة ريس الحكومة، في القطع مع "وصاية السبسي"، الذي أتى به قبل أن يشب عن الطوق، والخروج من الأزمة مع حزبه "نداء تونس"، وتشكيل تجربة سياسية خاصة به.

ويرى سياسيون تونسيون، أن الحزب المرتقب برئاسة "الشاهد"، سيكون المنافس الجديد لحركة "النهضة"، في انتخابات برلمانية ورئاسية منتظرة عام 2019، إن لم يتم التوافق بينهما.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الشاهد النهضة تونس الرئاسيات انتخابات