تجددت موجة الاحتجاجات المنددة بالأوضاع الاقتصادية والغلاء، السبت، في المدن السودانية الثلاث، بربر (شمال) والجزيرة آبا، والرهد (جنوب)، في وقت اقترح المعارض البارز "الصادق المهدي"، نظاما بديلا للحكم في البلاد.

وقال شهود عيان، إن المحتجين في مدينة الرهد، أحرقوا مقر حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم.

وترددت أنباء عن إعلان حالة الطوارئ في ولاية شمال كردفان (جنوب) التي تقع بها مدينة الرهد، وذلك بعد يوم واحد من إعلان الطوارئ في ولاية النيل الأبيض (جنوب).

وفي الجزيرة آبا، التي تعتبر المعقل الرئيسي لطائفة الأنصار التي يتزعمها المعارض "الصادق المهدي"، اندلعت احتجاجات عقب تشييع مواطن قتل في احتجاجات الجمعة.

ونقلت وسائل إعلام محلية الجمعة عن سقوط قتيل جراء الاحتجاجات التي شهدتها الجزيرة.

وفي مدينة بربر تجددت الاحتجاجات لليوم الثالث على التوالي، وفق ما أفاد به شهود عيان.

وقالت صحيفة "الراكوبة" السودانية، إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا بعاصمة ولاية النيل الأبيض، بعد اندلاع المظاهرات عقب صلاة الجمعة، وخروج المواطنين ينادون بـ"إسقاط النظام".

وفي تصريجات له، السبت، قال رئيس حزب الأمة السوداني "صادق المهدي"، إن 22 شخصا قتلوا خلال الاحتجاجات الأخيرة ضد ارتفاع الأسعار بالسودان.

ولم تعلن السلطات السودانية، تفاصيل القتلى الذين سقطوا جراء الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، بيد أن تقارير إعلامية قالت إن أعدادهم 10 قتلى.

وأضاف "المهدي": "نؤيد التعبير السلمي وندين القمع ونناشد القوى الأمنية عدم البطش بالمواطنين".

واقترح المعارض السوداني، "تشكيل وفد يضم كافة القوى السياسية يقدم للرئاسة السودانية مشروع نظام بديل".

وشهدت العديد من المدن السودانية خروج أعداد كبيرة من المواطنين وطلاب المدارس منذ الأربعاء الماضين، هاتفين ضد النظام وساخطين على تردي الأوضاع المعيشية.

ووصف مدير جهاز الأمن الوطني والمخابرات السودانية "صلاح قوش" المتظاهرين الذين خرجوا في الاحتجاجات الحالية بأنهم "متمردين تربطهم صلات بـ(إسرائيل)".

وسقط الخميس 8 قتلى، فضلاً عن إصابة عشرات المتظاهرين الآخرين نتيجة توسع الاحتجاجات وتعامل الحكومة معها بالعنف.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن السلطات أعلنت حالة الطوارئ وحظر التجول بمدن في ما لا يقل عن أربع ولايات من ولايات السودان البالغ عددها 18.

وبسبب الاحتجاجات أعلنت وزارة التعليم العالي تعليق الدراسة في كافة جامعات ولاية الخرطوم، وكذلك ببعض المدارس والجامعات في ولايات القضارف والنيل الأبيض ونهر النيل.

ويعاني السودان من أزمات في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية (غير الرسمية)، إلى أرقام قياسية تجاوزت أحيانًا 60 جنيهًا مقابل الدولار الواحد.