كبير مراقبي الأمم المتحدة يصل إلى صنعاء لتنفيذ اتفاق الحديدة

الأحد 23 ديسمبر 2018 05:12 ص

وصل كبير المراقبين المدنيين للأمم المتحدة المكلفين بالإشراف على تنفيذ اتفاق الحديدة، الجنرال الهولندي "باتريك كمارت"، إلى صنعاء، الأحد، ليدعو الحوثيين إلى التعاون من أجل إنجاح الهدنة الهشة.

وكان في استقبال الجنرال الهولندي المتقاعد لدى وصوله إلى صنعاء، "علي الموشكي" رئيس ممثلي جماعة الحوثي في اللجنة المشتركة التي تضم أيضا ممثلين عن القوات الموالية للحكومة.

ومن المفترض أن يتوجه "كمارت" مع فريقه المؤلف من 6 مراقبين، والذي وصل، السبت، إلى صنعاء، إلى مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر على بعد نحو 150 كم بترأس اللجنة المشتركة.

وفي وقت سابق، صرح مصدر في الأمم المتحدة أن "كمارت" سيتوقف في صنعاء في طريقه للحديدة، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل عن موعد توجهه إلى المدينة التي يسري فيها وقف لإطلاق النار منذ الثلاثاء.

وبحسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في السويد، من المفترض أن يقدم رئيس اللجنة تقارير أسبوعية حول التزام الأطراف بتعهداتها.

وزار "كاميرت"، السبت، العاصمة المؤقتة عدن والتقى مسؤولين في الحكومة المعترف بها دوليا.

وفي نيويورك، قال "ستيفان دوغاريك" المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" في بيان إنّ "كامرت حض الحكومة اليمنية والتحالف العسكري الذي يدعمها بقيادة السعودية على تطبيق الهدنة التي دخلت حيّز التنفيذ في الحديدة والتعاون لضمان نقل المساعدات الإنسانية من هذا الميناء إلى سائر أنحاء البلاد".

وسيعقد الفريق الأممي في الحديدة أول اجتماع للجنة المشتركة بين طرفي النزاع وذلك في 26 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بحسب الأمم المتحدة.

قرار وترحيب

ويسيطر الحوثيون منذ 2014 على الحديدة التي تعرضت لهجوم كبير من قبل القوات الحكومية المدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية.

ويسري وقف إطلاق نار هش في المدينة بينما يتبادل الطرفان منذ الثلاثاء اتهامات بخرق الاتفاق.

وتدخل عبر ميناء الحديدة غالبية المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان، في بلد يواجه نحو 14 مليونا من سكانه خطر المجاعة، وفقا للأمم المتحدة.

والجمعة، قرّر مجلس الأمن الدولي بإجماع دوله تبني إرسال مراقبين مدنيين إلى اليمن بهدف تأمين العمل في ميناء الحديدة الاستراتيجي والإشراف على إجلاء المقاتلين من هذه المدينة ووقف إطلاق النار، لتعزيز نتائج المحادثات التي أجريت في السويد في ديسمبر/كانون الأول.

كما صادق القرار 2451 الذي تبنته دول المجلس الـ15 وأعدته المملكة المتحدة على ما تحقق في مباحثات السويد، حيث تم التوصل، إلى جانب اتفاق الحديدة، على تفاهم حيال الوضع في مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها القوات الحكومية ويحاصرها الحوثيون، وعلى تبادل نحو 15 ألف أسير، وكذلك أيضاً على عقد جولة محادثات جديدة الشهر المقبل لوضع الأطر لاتّفاق سلام ينهي الحرب المستمرة منذ 2014.

ورحبّت الحكومة اليمنية والحوثيون اليمنيون بالقرار الأممي.

وجدّدت الحكومة اليمنية التزامها باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصّل إليه في السويد.

بدوره، أكد رئيس الوفد المفاوض عن الحوثيين "محمد عبدالسلام" أنها "خطوة مهمة نحو وقف العدوان وفك الحصار"، في إشارة إلى التدخل العسكري بقيادة السعودية في 2015 لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والحصار المفروض على الموانئ البحرية والجوية في اليمن.

ولـ"كمارت" تاريخ كبير في بعثات الأمم المتحدة، إذ قاد بين 2000 و2002 بعثة الأمم المتحدة في إثيوبيا وإريتريا. وفي 2005 تولى رئاسة بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية بعدما تولى مهمات مماثلة في كمبوديا والبوسنة والهرسك.

ويقول التحالف إنه بحسب اتفاق السويد، فإن على المتمردين الانسحاب من موانئ محافظة الحديدة (الحديدة والصليف ورأس عيسى) بحلول نهاية يوم 31 ديسمبر/كانون الأول.

كما أنّه يتوجب على الحوثيين والقوات الموالية للحكومة الانسحاب من مدينة الحديدة بحلول نهاية يوم 7 يناير/كانون الثاني المقبل.

وتأمل الأمم المتحدة أن ينجح اتفاق الحديدة، كخطوة على طريق إنهاء الحرب المستمرة في اليمن منذ أكثر من 4 سنوات، بين القوات الموالية للحكومة والمسلحين الحوثيين، المسيطرين على محافظات، بينها صنعاء منذ 2014.

ويزيد من تعقيد النزاع اليمني أن له امتدادات إقليمية؛ إذ يدعم تحالف عسكري عربي، تقود الجارة السعودية، منذ عام 2015، القوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين، المتهمين بتلقي دعما من إيران.

وجراء الحرب بات معظم السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وتجاوزت احتياجات اليمن من المساعدات، لعام 2019، وللمرة الأولى، احتياجات سوريا، حسب الأمم المتحدة.

  كلمات مفتاحية

اليمن الأمم المتحدة الحوثيين الحديدة

الأمم المتحدة: اللجنة المسؤولة عن اتفاق الحديدة تبدأ عملها الليلة

الخارجية اليمنية تنفي انسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة