اعتبرت دار الإفتاء المصرية أن هدم الكنائس أو تفجيرها أو قتل من فيها أو ترويع أهلها اعتداء على ذمة الله ورسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

جاء ذلك في فيديو الرسوم المتحركة الجديد "موشن غرافيك"، الذي نشرته قبل يوم واحد من الأعياد المسيحية للمسيحيين الكاثوليك، وقبل أسبوع من رأس السنة الميلادية، أو أسبوعين من أعياد الأقباط الأرثوذكس في 7 يناير/كانون الثاني، مؤكدة حرص الإسلام على حماية أهل الأديان الأخرى والتعايش معهم وحماية دور عبادتهم.

وشددت الدار على أن المواطنة مبدأ إسلامي أقرَّته الشريعة الإسلامية منذ 14 قرنًا في وثيقة المدينة بالعيش المشترك، والمساواة في الحقوق والواجبات بين أبناء الوطن الواحد دون نظر إلى الانتماء الديني أو العرقي أو المذهبي أو أي اعتبارات أخرى.

وتابعت بأن الإسلام ترك الناس على أديانِهم وسمح لهم بممارسة شعائرهم داخل أماكن عبادتهم، ليس ذلك فحسب بل إن التشريع الإسلامي ضمن لهم أيضًا سلامة كنائسهم ومعابدهم فحرَّم الاعتداء عليها.

واستطردت بأن الإسلام ذهب لِمَا هو أبعد من ذلك حيث أمر بإظهار البر والرحمة والقسط في التعامل مع المخالفين في العقيدة، يقول تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.

وأوضحت أن ما يوجد في التراث الفقهي الإسلامي من بعض الأقوال بهدم الكنائس ليست حجة على سنة الرسول وخلفائه الراشدين من بعده بل كان لها سياق تاريخي مغاير.

ويعتمد النظام المصري على دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف في إطار إستراتيجية شاملة لمواجهة فتاوى وجماعات متشددة التي تفتي بمهاجمة الكنائس والمسيحيين، خاصة في أعياد الميلاد، معتبرة أن ذلك جهاد ضد الكفار، وهو ما ينفيه الأزهر مشددا على أن تلك الفتاوى ناتجة عن قراءة خاطئة للنصوص، وفهم للأحكام في غير مواضعها.

وعادة ما يشكو الأقباط الأرثوذكس مما يقولون إنه تمييز طائفي بحقهم، وهجمات متشددين إسلاميين عليهم، آخرها مقتل 7 منهم أثناء توجههم إلى دير وسط البلاد، غير أن النظام المصري يرد بأنه اتخذ خطوات واسعة لتحقيق العدالة، بينها تقنين أوضاع 509 كنائس، كما يلفت إلى أن كثيرا من وقائع الاعتداء هي في حقيقتها مشاجرات عائلية أو فردية لا علاقة لها بالدين.