تيري.. القائد الموهوب الذي فقد بريقه بفضائحه الجنسية وعنصريته

الأحد 23 ديسمبر 2018 07:12 ص

رغم أن قائد نادي تشيلسي التاريخي والمنتخب الإنجليزي، "جون تيري"، هو أحد أهم مدافعي كرة القدم في العصر الحديث، لكن فضائحه الجنسية واتهامه بالعنصرية جعلت أغلب الجماهير لا ترى موهبته الفريدة التي لم يحظ بها الكل.

ويعد "تيري" لاعبًا بقدرات فنية كبيرة تحمل كم هائل من الضغوط الصعبة خارج الملعب قبل داخله، وبدأت علاقته مع كرة القدم كطفل يافع في العاشرة من عمره، وقرر مسؤولو نادي ويستهام يونايتد ضمه إلى الناشئين.

وتألق "تيري" جعله يجذب أنظار أعرق أندية العالم، وفي مقدمتهم مانشستر يونايتد الذي رفض الانضمام له في قرار إن لم يكن صحيحًا ولكنه يظل شجاعًا لا يجرؤ محترفون على التفكير به.

وبالانتقال إلى تشيلسي جاء دور اللحظة الأخرى حينما أصيب قلبا دفاع الفريق وكان "تيري" يلعب كمتوسط ميدان طُلب منه اللعب كمدافع.

ويقول عن ذلك "تيري": "بوب دالي هو من سألني إذا كان بإمكاني القيام بهذا الدور أم لا، وبالفعل فزنا 3-0 وحصدت جائزة رجل المباراة، كأي طفل كنت أريد المشاركة في اللعب وتسجيل الأهداف، ولكنني بعد تلك المباراة شعرت أن متعة منع استقبال الأهداف قريبة جدًا من متعة تسجيلها".

وأضاف: "كان أحد واجباتي اليومية هو تنظيف حذاء دينيس وايز، كان عليك التنظيف وراء اللاعبين الكبار وكنس الغرف، كنت أجعل أحذية وايز رائعة صباح كل يوم، الأمر تغير كثيرًا الآن، فاللاعبون الصغار يتمرنون ثم يذهبون للبيت فقط، أما نحن فكنا نحضر الساعة الثامنة قبل اللاعبين الكبار بساعتين، أبدو قديمًا ولكنني أظن أن هذا النظام لابد أن يعود".

وكان "تيري" معجبًا بشخصيات اللاعبين الكبار لذلك كان يحب أن يكون بجانبهم أكبر وقت، ولم يكن صبورًا بل كان يستمتع بكل ما يفعل، فبعد بدايته مع الفريق الأول في تشيلسي عام 1998 تمت إعارته في عام 2000 إلى نوتنجهام فورست لبناء خبرة أكبر ليعود موسم 2000-2001 ويحصد لقب لاعب العام في قلعة البلوز ومكانًا أساسيًا بجانب المخضرم "مارسيل ديساييه".

ويدين "تيري" للمدرب البرتغالي "جوزيه مورينيو" بالكثير من الفضل ففي ولايته الأولى وبعد اعتزال "ديساييه" جعل منه قائد للفريق وانتهى الموسم ببطولة دوري تاريخية لتشيلسي وجائزة تاريخية له ليصبح أول مدافع وأول لاعب من تشيلسي يكون لاعب العام في إنجلترا.

وأدخل المدرب البرتغالي "تيري" مرحلة جديدة في حياته ليصبح في حد ذاته وبعمر الـ26 ملهمًا للاعبين مثل "أريين روبين" الذي يقول إنه تعلم منه كل شيء داخل الملعب وخارجه، فقد كان يعطي الجميع النصائح.

ووصل "تيري" لقمة كرة القدم برفع كأس دوري أبطال أوروبا 2012 بعد بطولة تاريخية لنادي تشيلسي وبعد طرد نفسه في نصف النهائي في "كامب نو" ليحقق الإنجاز الأعظم له على حد تعبيره كلاعب كرة، وبعد أن أطاح بالكرة في نهائي دوري الأبطال 2008.

ويقول "تيري" عن ذلك: "أكبر ليلة في تاريخ النادي، لم ألعب بها ولكني كنت في ليلة 2008 وأيضًا شاركت بدور كبير في هذه مثل مباريات نابولي وبرشلونة، لأن الناس يقولون انظروا إنه لم يشارك، أنا أعلم أنني شاركت بجزء كبير في تلك الكأس داخل الملعب وخارجه، لقد فزت بها".

ولم تخل مسيرة "تيري" المميزة من بعض الشوائب التي أساءت لها، أبرزها الفضيحة الجنسية له مع صديقة زميله السابق "واين بريدج"، ما دفع الاتحاد الإنجليزي لسحب شارة القيادة منه واستبعاده من صفوف المنتخب الأول.

وأعاد المدير الفني الإيطالي "فابيو كابيلو"، "جون تيري" قائدًا للأسود الثلاثة بعد سوء مستوى مدافع مانشستر يونايتد، "ريو فيردناند"، قبل أن يعود الاتحاد الإنجليزي ويسحب الشارة منه بعد اتهامه بالعنصرية تجاه "أنتون فيردناند".

وخاض "تيري" خلال مسيرته مع الأندية 740 مباراة، ورغم أنه مدافع فقد أحرز خلالها 66 هدفاً وقدم لزملائه 30 تمريرة حاسمة، وتوج بـ18 بطولة، هي الدوري الإنجليزي (5 مرات)، كأس الاتحاد الإنجليزي (4 مرات)، كأس الرابطة الإنجليزية (3 مرات)، الدرع الخيرية (4 مرات)، الدوري الأوروبي (مرة واحدة)، ودوري أبطال أوروبا (مرة واحدة).

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

جون تيري تشيلسي المنتخب الإنجليزي