أكد وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" أن بقاء القوات الفرنسية في سوريا لن يفيد الوحدات الكردية التي تصنفها أنقرها باعتبارها تنظيمات إرهابية.
وقال الوزير التركي في تصريحات للصحفيين: "ماكرون (الرئيس الفرنسي) أكد أن قواته ستبقى في سوريا، وإذا كان بقاؤها سيخدم مستقبل سوريا فلا مشكلة، ولكن إذا بقيت فرنسا في سوريا بهدف حماية وحدات حماية الشعب الكردية، فإن ذلك لن يفيدها ولن يفيد التنظيم".
جاء ذلك على خلفية إعلان باريس دعمها لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، على إثر قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الأربعاء الماضي، سحب قواته في سوريا، معتبرا أن القوات الأمريكية قد أنجزت مهمتها في القضاء على تنظيم الدولة هناك.
وأضاف "جاويش أوغلو": "أبلغنا الأمريكيين بضرورة ألا يخدم انسحابهم من سوريا أجندة منظمة (ب ي د/ ي ب ك) الانفصالية".
وتابع وزير الخارجية التركي: "اتفقنا مع واشنطن على إكمال بنود خارطة طريق منبج قبل انسحاب الولايات المتحدة من سوريا".
ويأتي إعلان مسؤولين بالرئاسة الفرنسية، الجمعة الماضي، بأن باريس أكدت لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" دعمها لها في سوريا، بعيد اجتماع ممثلي القوات مع الرئيس الفرنسي في باريس لـ"الوقوف على آخر المستجدات في سوريا"، وفق ما نقلت شكبة رووداو الإخبارية.
ونقلت الشبكة عن ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في فرنسا "خالد عيسى" قوله إنه يأمل في أن "تلعب فرنسا دورا أكثر فاعلية في سوريا بعد أن قرر (ترامب) سحب القوات الأمريكية".
و"ي ب ك" هي الجناح المسلح لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي (ب ي د)، وتعتبرهما تركيا امتدادا لـ"حزب العمال الكردستاني" (بي كا كا)، الذي يخوض، منذ عقود، تمردا ضدها، مصحوبا بهجمات إرهابية، وتصنفه أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كـ"منظمة إرهابية".
وتقول تركيا إن "ب ي د"، الذي تمكن من السيطرة على مناطق واسعة من الشمال السوري خاصة في شرق الفرات وبلدة منبج، إثر طرد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" منها، يخطط لإنشاء دولة كردية على حدودها الجنوبية، وهو ما لا يمكن أن تسمح به أبدا، وتؤكد أن عملياتها في سوريا لا تستهدف الأكراد أبدا وإنما التنظيمات الإرهابية.
وفي وقت سابق، عزز الجيش التركي من وحداته قرب الحدود مع سوريا، جنوبي البلاد؛ استعدادا لعملية شرق الفرات العسكرية التي أعلن الرئيس "رجب طيب أردوغان" أنها ستبدأ خلال أيام، قبل أن يعلن تأجيلها إلى ما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا.
