كاتب عراقي يفند ادعاءات يوسف زيدان حول الأقصى

الثلاثاء 25 ديسمبر 2018 05:12 ص

فند الكاتب العراقي المقيم بسويسرا "علاء اللامي" ادعاءات أستاذ التاريخ الإسلامي الباحث المصري "يوسف زيدان" حول أن المسجد الأقصى المذكور بالقرآن هو مسجد موجود بمنطقة الجعرانة بالقرب من المسجد الحرام بالسعودية، وليس الموجود بالقدس.

وفي تفنيده، استشهد "اللامي"، في مقال له، برأى الفقيه والمفتي الفلسطيني "حسام الدين عفانة" في الخلط الجاري لدى المستشرقين وسوء قراءتهم النصوص الإسلامية خصوصا في خلطهم وسوء فهمهم لكلمة الأقصى والعدوة القصوى والدنيا.

ونقل "عفانة" ما رواه "الأزرقي" بسنده عن "زياد بن محمد بن طارق" أخبره أنه اعتمر مع مجاهد من الجعرانة، فأحرم من وراء الوادي حيث الحجارة المنصوبة قال: "ومن ههنا أحرم النبي صلى الله عليه وسلم، وإني لأعرف أول من اتخذ المسجد على الأكمة، بناه رجل من قريش سمَّاه، واشترى بمالٍ عنده نخلاً، فبنى هذا المسجد. قال ابن جريج: فلقيت أبا محمد بن طارق فسألته فقال: اتفقتُ أنا ومجاهد بالجعرانة، فأخبرني أن المسجد الأقصى الذي من وراء الوادي بالعدوة القصوى مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ما كان بالجعرانة، قال: وأما هذا فإنما بناه رجلٌ من قريش".

وحسب "عفانة" فوفق هذه الرواية ثمة مسجدان في هذا الموضع الأول بناه الرسول أو أحرم من موضعه وهو مجرد مصلى وهو الأبعد أي الأقصى ويقع (من وراء الوادي حيث الحجارة المنصوبة) والثاني هو الأدنى وقد بناه رجل من قريش لاحقا بدليل عبارة (أما هذا ...)".

وذكر "الواقدي" أن "النبي صلى الله عليه وسلم أحرم من المسجد الأقصى، الذي تحت الوادي بالعدوة القصوى من الجعرانة، وكان مصلى النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان بالجعرانة، فأما الأدنى، فبناه رجل من قريش".

أي أن كلمة "الأقصى" هنا وصفية وليست عَلَمَيَّة في مقابل "الأدنى" ولا علاقة لها باسم المسجد الأقصى، وهذا الحديث لم يروِه كبار رواة الحديث ولم يتكرر في كتب الحديث حتى جاء المستشرقون والباحثون الصهاينة في العصر الحديث فبحثوا عنه وأخرجوه من كتاب "الواقدي" أو "الأزرقي" وأطلقوه بعد أن حرّفوه ووضعوه في سياق آخر مختلف.

وحذر "اللامي" من خطورة الفكرة التي أطلقها "يوسف زيدان" حول المسجد الأقصى وكررها بعده آخرون.

وأوضح أن تقوم على 3 ركائز يُراد لها أن تتحول إلى مراحل عملية في التنفيذ، هي التشكيك في علاقة الإسلام والمسلمين والفلسطينيين مسلمين وغير مسلمين بالقدس والمسجد الأقصى في السنوات الأولى من صدر الإسلام، كمقدمة لنفي أي صلة بين الطرفين ضمن خطة قطع الجذور التدريجي.

والركيزة الثانية -حسب الكاتب العراقي- هي تسييس وتهشيش العلاقة بين الإسلام والمسلمين بالقدس والمسجد الأقصى، واعتبار وجود الأقصى مفتعلا وطارئا، ومجرد بناء اقتضته ظروف سياسية صراعية خلاصتها هي محاولة الخليفة الأموي "عبدالملك بن مروان" صرف الناس عن الحج إلى مكة التي سيطر عليها "عبد الله بن الزبير" ببنائه قبة الصخرة.

وأوضح "اللامي" أن رواية التشكيك في نيات "عبدالملك بن مروان" لم ترد - كما يخبرنا المفكر الإسلامي الفلسطيني "عدنان إبراهيم" - في المصادر الإسلامية من العهد الأموي الذي حدثت فيه الحادثة، بل قال بها بعضهم في العصر العباسي والمملوكي المتأخر.

وتساءل مستنكرا: "هل يعقل أن يسكت مؤرخو العصر الأموي -وهم بالمئات ولم يتركوا صغيرة وكبيرة لم يدونوها ويشرحوها، وقد دفع بعضهم حياته ثمن حريته وإيمانه الديني- عن هذه الحادثة لو أنها كانت تنطوي على تجديف أو هدم لأحد أركان الإسلام وهو الحج إلى مكة واستبداله بالحج إلى بيت المقدس؟".

أما الركيزة الثالثة للفكرة فهي جعل الوجود العربي والفلسطيني والإسلامي والمسيحي طارئا وغريبا في القدس التي ستعود - بموجب منطق وحملة "يوسف زيدان" وأمثاله - إلى الصهاينة الإسرائيليين المعاصرين باسمها أورشليم، حسب "اللامي".

 

 

 

 

 

  كلمات مفتاحية

فلسطين القدس السعودية الأقصى يوسف زيدان علاء اللامي حسام الدين عفانة