فورين بوليسي: واشنطن وأنقرة تتخذان خطوة رئيسية بصفقة باتريوت

الخميس 27 ديسمبر 2018 07:12 ص

وافقت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الثلاثاء، على صفقة مبدئية بقيمة 3.5 مليار دولار، لبيع تركيا نظام دفاع صاروخي من طراز "باتريوت" الذي تصنعه شركة "ريثيون"، في إنجاز كبير من المحتمل، أن يمهد الطريق لعلاقات أكثر سلاسة ما بين تركيا وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، بعد سنوات من الاضطراب.

الصفقة من شأنها أن تزود أنقرة بنظام قابل للتشغيل المشترك مع الناتو للدفاع عن المجال الجوي التركي، بدلا من نظام الصواريخ إس-400 الروسي.

وسبق أن أعلنت تركيا عن خطط لشراء إس-400 مقابل 2.5 مليار دولار، ما كان سيعد المرة الأولي التي تنشر فيها دولة عضو بحلف الناتو لنظام روسي متطور.

وفي المقابل، هددت الولايات المتحدة الأمريكية بوقف كل خطط تسليم الطائرات المقاتلة من طراز  إف-35 من شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية إلى تركيا .

وكان المسؤولون الأمريكيون يشعرون بالقلق بوجه خاص إزاء  دمج إس-400 مع إف-35 والدفاعات الجوية للناتو، الأمر الذي يمكن أن يعرض الأسرار العسكرية لأمريكا وحلفائها  للخطر.

ولم تلتزم تركيا بعد بالبيع، كما لم  تشر علنا إلى أنها ستتراجع عن شراء إس-400، في حين أن النظامين الروسي والأمريكي مصممان لمواجهة الطائرات المعادية  والصواريخ الباليستية، فإن إس-400 تتميز بأنها قابلة  للنقل، ومتعددة المدى، لكن إعلان الثلاثاء يقدم لأنقرة بديلا عن الصفقة الروسية.

ويمثل تحرك وزارة الخارجية الأمريكية علامة أخرى على تحسن العلاقات بين واشنطن وأنقرة عقب إطلاق القس الأمريكي "أندرو برونسون" في أكتوبر/تشرين الأول، حيث سجنت أنقرة "برونسون" قبل عامين فى إطار شنها حملها واسعة النطاق بعد محاولة انقلاب عسكري، وزعمت أنه كان على صلة بالمتآمرين، وعاش "برونسون" في تركيا لأكثر من 20 عاما.

وزودت واشنطن أنقرة بمعلومات رئيسية في الأسابيع الأخيرة حول ملابسات وفاة الصحفي بـ"واشنطن بوست" "جمال خاشقجي"، الذي قتل داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول.

ولو اكتملت الصفقة فسيؤدي البيع إلى إزالة مصدر توتر رئيسي في العلاقات بين البلدين، وقد أخطرت وكالة التعاون الأمني الدفاعي، الكونغرس بموافقة وزارة الخارجية يوم الثلاثاء، وهي خطوة رئيسية في عملية إبرام الصفقة.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "إن الصفقة المرتقبة، ستسهم في السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية، عن طريق تحسين الأمن القومي لحليف أساسي بحلف الناتو، فضلا عن الإسهام بجهود لحماية الحلفاء والشركاء ضد التهديدات الجوية والصواريخ".

وأضاف أن هذا البيع يتوافق مع المبادرات الأمريكية لتزويد الحلفاء الرئيسيين بالنظم الحديثة القادرة على الاتصال بالشبكات لمواجهة عدم الاستقرار الإقليمي.

وأضاف المتحدث أن تركيا ستستخدم الباتريوت، لتحسين قدراتها الدفاعية الجوية والصاروخية، والدفاع عن سلامتها الإقليمية، ولردع التهديدات الإقليمية.

ولا تزال الولايات المتحدة الأمريكية على خلاف مع تركيا حول قضايا أخرى، وهدد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" في الأيام الأخيرة، بشن هجمات ضد القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تقاتل في سوريا، والتي تقول تركيا إنها تشكل تهديدا لحدودها.

وقد تحدث "أردوغان" إلى الرئيس الأمريكي يوم الإثنين، لكن الزعيم التركي لم يستبعد شن أي هجوم.

وتعتبر أنقرة أن ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، جماعة متمردة، لكن الولايات المتحدة ترى أن القوات السورية الكردية كانت حليفا حاسما في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا.

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة تركيا العلاقات التركية الأمريكية باتريوت ناتو أكراد سوريا

خبيران يعددان مزايا وعيوب امتلاك تركيا إس-400 الروسية