لماذا تكره السعودية والإمارات النائبتين المسلمتين بالكونغرس؟

الخميس 27 ديسمبر 2018 08:12 ص

قال أستاذ القانون بجامعة تورنتو الكندية، "محمد فاضل"، إن الرغبة الصادمة في مهاجمة المسلمين والعرب الأمريكيين من قبل الأنظمة العربية تكشف عن حالة أعمق وأكثر إزعاجا بين العالم العربي ومغتربيه.

واعتبر "فاضل"، في مقاله بموقع "ميدل إيست آي"، أن خروج الأمريكيين بأعداد قياسية للتصويت بانتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وجه رفضا كاسحا للرئيس "دونالد ترامب" والحزب الجمهوري وكراهية الأجانب العنصرية التي هي قوام الترامبية.

كما لفت إلى أن نجاح امرأتين أمريكيتين مسلمتين من الحزب الديمقراطي؛ هما الأمريكية الفلسطينية "رشيدة طليب" واللاجئة الصومالية "إلهان عمر"، في الوصول إلى الكونغرس مجرد غيض من فيض مما كان تحركا سياسيا غير مسبوق للمسلمين والعرب الأمريكيين موسم انتخابات 2018.

ويعد الانتصار الانتخابي لـ"رشيدة" و"إلهان" دليلا على استمرار وجود تيار قوي، بل ومهيمن، للحياة السياسية الأمريكية التي ترفض التخلي عن الوعد كديمقراطية تعددية يتساوى فيها جميع المواطنين بغض النظر عن العرق أو الدين.

لكنه يمكن بوضوح سماع أصوات الخوف والاستياء، مثلما زعم قس مسيحي (من مؤيدي "ترامب") بأن الكونغرس سيأخذ الآن مظهر "جمهورية إسلامية".

الأكثر صدمة

لكن الكاتب يعتبر أن الأكثر إثارة للصدمة هو الأصوات الداعمة لـ"ترامب" بالعالم العربي التي انضمت إلى اليمينيين الإسلاموفوبيين لتنتقد بقسوة النجاح الانتخابي للمسلمين الأمريكيين عام 2018، وتتبنى كراهية المسلمين الأمريكيين.

وقبيل اكتمال نتائج الانتخابات، حذر كاتب مصري بصحيفة "الأهرام" الحكومية المصرية من تحالف بين "جماعة الإخوان المسلمين الدولية" والحزب الديمقراطي الأمريكي للإطاحة بـ"ترامب".

ولم يكتف بذلك، بل صرح بأن "الإخوان المسلمين" يسيطرون بالفعل على عدة ولايات، بما فيها فلوريدا وكاليفورنيا وتكساس وشيكاغو وميشيغان، وأن الجماعة خصصت خمسين مليار دولار لدعم حملة انتخابات حلفائها في الولايات المتحدة.

وشدد الكاتب على أن هذا الاحتضان السافر للإسلاموفوبيا الأمريكية، يؤكد أن النخب العربية المناهضة للديمقراطية تفوق حلفاءها الغربيين في رذيلة التطابق، فكما أنهم يحتقرون القيم العالمية سواء في شكل الإسلام أو الليبرالية، فإنهم أيضا متمسكون برفضهم لأي نوع من الديمقراطية لشعوبهم.

وكنتيجة لذلك، فإن تلك النخب تعتبر أنه يجب محاربة كل حركة ديمقراطية وكل طموح ومطلب ديمقراطي على أنه دليل على هذه العولمة الشريرة، ولهذا فليس من المفاجئ أن تكون النخب الاستبدادية في العالم العربي الحليف الطبيعي لـ"ترامب" وهي التي ترى في الترامبية المنقذ لأنظمتها المترنحة.

وشدد على أن ربط دول مثل الإمارات والسعودية مصائرها بـ"ترامب" يظهر جهلا مطبقا بواقعيات السياسة الأمريكية وعمق سمية "ترامب"، وأنها إذا لم تتحرك بسرعة لفسخ علاقتها به فسوف توصم بنفس تلك السمية.

وبدلا من اعتبار ملايين العرب والمسلمين الأمريكيين جسرا طبيعيا كرصيد من رأس المال البشري ذي المهارات العالية الذي يمكن استخدامه لتحسين العالم العربي، تنظر إليهم الأنظمة العربية المستبدة وإلى سياساتها الديمقراطية على أنها تهديد وجودي لنظامها.

لكن التهديد الوجودي الوحيد الذي يواجه العالم العربي، برأي الكاتب، هو رفضه المتعنت لإرساء الديمقراطية، لأن الديمقراطيات وحدها القادرة على ترويض تعقيد الحياة العصرية بدرجة كافية لجلب الاستقرار والاحترام اللائق لحقوق الإنسان.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

إلهان عمر رشيدة طليب دونالد ترامب الإسلاموفوبيا الكونغرس السعودية الإمارات