مفاوضات موسكو تحسم مصير منبج.. وقسد تلجأ لنظام الأسد

الجمعة 28 ديسمبر 2018 06:12 ص

حث قادة القوات الكردية المسيطرة، على معظم شمال سوريا، كلا من روسيا ونظام "بشار الأسد" في دمشق على إرسال قوات لحماية الحدود من خطر هجوم تركي، في وقت تحسم فيه مفاوضات أنقرة مع موسكو مصير مدينة منبج.

وجاءت دعوة القوات خشية تكرار هجوم تركي دفع السكان الأكراد وقوات وحدات حماية الشعب للخروج من مدينة عفرين (شمال غربي سوريا) هذا العام، فيما لا تزال القوات الأمريكية منتشرة بالمنطقة، إذ أعلن الرئيس "دونالد ترامب" أن انسحابها سيكون بطيئا، ولذا سارع المسؤولون الأكراد للبحث عن استراتجية لحماية منطقتهم من تركيا قبل رحيل الأمريكان، وفقا لما نقلته وكالة رويترز عن مصادرها.

والمنطقة المعرضة للخطر معظمها شرقي نهر الفرات، تمتد لتشمل نحو ربع سوريا، وتسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهي تحالف تهيمن عليه وحدات حماية الشعب الكردية، وتقع على حدود العراق إلى الشرق وتضم 3 مدن رئيسية هي: القامشلي والحسكة والرقة.

ورغم أن منبج تقع غرب الفرات، لكنها تبدو كنقطة ارتكاز أولى ومرحلة اختبار للتفاهمات بين أنقرة وموسكو، خاصة مع الإعلان عن زيارة طاقم تركي من كبار المسؤولين للعاصمة الروسية، على رأسهم وزيرا الدفاع والخارجية ورئيس المخابرات، لبحث الانسحاب الأمريكي من شرق الفرات.

بنود التفاوض

ومن المنتظر أن يركز المسؤولون الأتراك في موسكو على تحقيق أهم مطالبهم في شمالي سوريا، وهو إبعاد العناصر المرتبطة أو المقربة من حزب العمال الكردستاني من التواجد برفقة وحدات حماية الشعب الكردية، وضمان منع مشروع إقليم فيدرالي في "روج آفا" (سوريا الشمالية)، الذي تعتبره أنقرة تهديداً لأمنها القومي ومغذياً للتوترات العرقية بين الأتراك والأكراد جنوب شرقي الأناضول.

وقالت مصادر مطلعة على مفاوضات موسكو إنها تتضمن مسودات اتفاق على انسحاب قوات قسد مع عتادها العسكري، وبقاء قوات نظام "الأسد" والقوات الموالية لأنقرة على أطراف المدينة، على أن يتم تشكيل لجنة مشتركة روسية تركية تتولى الدخول لمنبج والعمل على التأكد من خلوها من عناصر حزب العمال الكردستاني.

كما تنص المسودة على تولي لجنة تتمركز في العريمة بريف منبج، للقيام بعملية مصالحة بين قسد والنظام، لمدة 3 أشهر، تشمل تسوية أوضاع المقاتلين والمنشقين والراغبين بالعودة لسلطة النظام، على أن تتولى قوات "الأسد" السيطرة على طريق (منبج – الباب – حلب) وهو طريق استراتيجي هام يربط منبج بمدينة حلب.

وفي السياق، نقلت رويترز عن السياسي الكردي البارز "ألدار خليل" أن مسؤولين من شمال سوريا توجهوا إلى موسكو، الأسبوع الماضي، وسيقومون قريبا بزيارة أخرى، على أمل أن تضغط روسيا على نظام الأسد "للقيام بواجبه السيادي" حسب تعبيره.

وقال "خليل"، الذي وضع خطط الحكم الذاتي في شمال سوريا: "اتصالاتنا مع روسيا ومع النظام هي للبحث عن آليات واضحة لحماية الحدود الشمالية، نريد أن تلعب روسيا دورا مهما في التطورات الحاصلة لما يحقق الأمن والاستقرار".

وتعهد "بشار الأسد"، الذي بات نظامه مسيطرا على معظم سوريا بمساعدة حلفائه الإيرانيين والروس، باستعادة المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وهي المنطقة الغنية بالنفط والماء والأراضي الزراعية.

ورغم أن مشروع الحكم الذاتي للأكراد يتعارض مع ما يريده النظام السوري، لكن القوات الكردية تجنبت، إلى حد بعيد، الصراع المباشر مع قوات "الأسد" خلال الحرب، بل في بعض الأحيان كانت تقاتل خصوما مشتركين معها، على رأسهم عناصر تنظيم الدولة.

تحذير كردي

وكانت قوات سوريا الديمقراطية الشريك السوري الرئيسي لواشنطن في القتال ضد تنظيم الدولة، لكن وحدات حماية الشعب تمثل عمودها الفقري، وهي الوحدات التي تنظر إليها تركيا كتنظيم إرهابي يهدد أمنها القومي، ولذا تعهدت بسحقه.

وخوفا من أن يفتح انسحاب القوات الأمريكية الطريق أمام هجوم تركي، حذرت "قسد" الدول الغربية من أن خطر تنظيم الدولة لا يزال قائما، وأن محتجزيه في سجونها قد يتمكنون من الهروب والعودة لشن هجمات في أوطانهم.

وقال المسؤول الكردي البارز "بدران جيا كرد"، الذي ذهب إلى موسكو الأسبوع الماضي لإجراء محادثات مع روسيا: "نناقش خيارات مختلفة لدرء الهجوم التركي على مناطق شمال وشرق سوريا (..) لنا تواصل مع روسيا وفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي لمساعدة الإدارة الذاتية الديمقراطية".

وأضاف: "مناطق شمال وشرقي سوريا هي جزء من سوريا وحماية حدود هذه المناطق هي من مسؤولية الدولة السورية ويتم مناقشة هذا الخيار أيضا".

يأتي ذلك فيما يواصل الجيش التركي حشد المزيد من التعزيزات العسكرية على الحدود السورية استعداداً كما يبدو للبدء بعمل عسكري لانتزاع السيطرة على مدينة منبج وبعض ريفها، وفقا لما أوردته وكالة الأناضول.

وذكرت الوكالة التركية أن "التعزيزات تضم ناقلات جنود مدرعة جرى إحضارها من ولاية جانقيري شمالي تركيا، ووصلت إلى منطقة ألبيلي في كليس، وسط إجراءات أمنية مشددة".

وكانت التوقعات تتحدث عن إمكان بدء العملية العسكرية التركية الأربعاء بمشاركة آلاف من الجيش السوري الحر، ولكن تم إرجاء العملية لحين بلورة تفاهم تركي مع الجانب الروسي الذي يحاول استثمار الموقف للحصول على مكاسب على الأرض لصالح النظام السوري.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

منبج دونالد ترامب أمريكا النظام السوري تركيا قوات سوريا الديمقراطية قسد بشار الأسد