فرنسا توقعت سيطرة الإسلاميين على الحكم بالجزائر عام 1994

الجمعة 28 ديسمبر 2018 06:12 ص

أظهرت وثائق بريطانية سرية، تحذيرا صدر من وزراء ومسؤولين فرنسيين، من سقوط الحكم في الجزائر عام 1994 بيد الإسلاميين.

وتتضمن الوثائق، تحذيرات من موجة تدفق لمئات الآلاف من اللاجئين الجزائريين إلى فرنسا، وأن تونس والمغرب ومصر لن تنجو من تداعيات الجزائر.

وكشفت الوثائق التي تُرفع عنها السرية في الأرشيف الوطني البريطاني، الجمعة، أن الفرنسيين أبلغوا البريطانيين بأنهم يتوقعون انهيار الحكم الجزائري ووصول الإسلاميين إلى السلطة، وأنهم يعدون خططاً لاستقبال 500 ألف لاجئ جزائري يُتوقع أن يفروا من بلادهم عقب تغيير النظام.

وقال المسؤولون الفرنسيون، وفق الوثائق الحكومية البريطانية، إن تقديرهم هو أن حكومة الرئيس "اليمين زروال" لن تستطيع الصمود طويلاً في مواجهة الإسلاميين، وستحل محلها في سدة الحكم "الجبهة الإسلامية للإنقاذ".

وكانت هذه الجبهة قد فازت في الدورة الأولى للانتخابات التشريعية في ديسمبر/كانون الأول لعام 1991، لكن الجيش الجزائري ألغى نتائجها في مطلع 1992 وحل "الإنقاذ"، ما أدخل البلاد في صراع دموي استمر سنوات وأوقع عشرات آلاف الضحايا. 

ونقلت الوثائق البريطانية أيضاً عن الفرنسيين، أن الرئيس "اليمين زروال" لم يلبِّ دعوة الرئيس الفرنسي "فرانسوا ميتران" لحضور احتفالات في ذكرى إنزال الحلفاء في جنوب فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، بسبب خشيته من حصول انقلاب عسكري ضده خلال غيابه عن الجزائر، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".

والوثيقة البريطانية، كانت تقريرا كتبه السفير البريطاني في باريس، "كريستوفر مالابي" إلى وزارة الخارجية في لندن، ينقل فيها مخاوف الفرنسيين من وصول "جبهة الإنقاذ" للحكم.

 

وفي تقرير آخر من "مالابي"، تحت عنوان "الجزائر... وجهات النظر الفرنسية"، جاء فيه، أن الفرنسيين يتوقعون صراعاً يستمر على المدى الطويل، لكنهم يزدادون اقتناعاً بأن الإسلاميين سيسيطرون على السلطة، وأن النظام الحالي في الجزائر محكوم عليه بالسقوط. 

ووفق الوثيقة، فإن المغرب وتونس مجهزان في شكل أفضل من الجزائر للتعامل مع التهديد الأصولي، لكن البعض؛ خصوصاً في أوساط أجهزة الاستخبارات، يرى على رغم ذلك مجالاً لحصول ظاهرة تساقط أحجار الدومينو في شكل جامح. 

ويقدّر العدد المحتمل للمواطنين الجزائريين الذين سيحاولون الوصول إلى فرنسا بنصف مليون لاجئ، مع حدوث مشكلات أمنية على الأراضي الفرنسية، حتى لو كان ذلك بين الجزائريين أنفسهم. 

وتتحدث الوثائق عن انشقاقات منذرة بالشؤم في صفوف القوات الحكومية، وتنقل مخاوف الفرنسيين على تونس والمغرب ومصر إذا بدأ تساقط أحجار "الدومينو" بفعل سقوط الجزائر.

المصدر | الخليج الجديد + الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

فرنسا الجزائر الجبهة الإسلامية للإنقاذ وثيقة سرية اليمين زروال