تايم: لماذا يكره المستبدون العرب السياسيين المسلمين في أمريكا؟

الجمعة 28 ديسمبر 2018 11:12 ص

كتب "عبد الرحمن السيد" السياسي الأمريكي المصري الأصل، والمرشح السابق للانتخابات التمهيدية لولاية ميتشغان عن الحزب الديمقراطي مقالا في مجلة "تايم" انتقد فيه قيام وسائل الإعلام التابعة للأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط بترويج دعايا مضللة حول السياسيين المسلمين الأمريكيين، خاصة نائبتي الكونغرس المنتخبتين حديثا "رشيدة طليب" و"إلهان عمر"، مؤكدا أن مشكلة هذه الأنظمة مع السياسيين المسلمين أنهم يمثلون نموذجا واضحا لما يمكن أن تقود إليه الديمقراطية وأنهم يذكرون الشعوب في الشرق الأوسط أن المشكلة ليست فيهم ولكنها في قادتهم.

وفي السطور القادمة ينشر "الخليج الجديد" ترجمة متصرفة لمقال "عبد الرحمن السيد":

تهاجم وسائل الإعلام السعودية المدعومة من قبل النظام 3 سياسيين تقدميين أمريكيين "مسلمين"، باعتبارهم متطرفين دينيين، وهو ما يتماشى مع نفس الاتهامات التي يطرحها المتطرفون البيض القوميون.

وأفاد أحد المقالات الأخيرة في موقع قناة "العربية"، وهي وكالة أنباء سعودية ترعاها الدولة، أن "رشيدة طليب" و"إلهان عمر"، نائبتي الكونغرس المنتخبتين مؤخرا، كانا جزءا من "حركة إسلامية سياسية". وقد اتبع موقع "اليوم السابع"، وهو منفذ إخباري مصري، نفس العمل السخيف وربط السياسي الأمريكي صاحب الأصول المصرية عبد الرحمن السيد (كاتب هذا المقال) بشكل زائف بجماعة الإخوان المسلمين.

وتعد هذه أوقاتا غريبة حقا، حيث يتوحد اليمين المتطرف في أمريكا والطغاة الشرق أوسطيين.

ومن المؤكد أن النائبتين "إلهان عمر" و"رشيدة طليب" قد أيدتا بقوة الحركة النسائية، والحرية الدينية، والفصل الراسخ بين الكنيسة والدولة. وبعد كل شيء، يعرف لكل واحد منا أهدافه. لكن وجودنا ذاته كمسلمين أمريكيين تقدميين يتطلعون إلى قيادة منتخبة ديمقراطيا في بلدنا يضرب قلب الحجج التي يتباها كل من والمتطرفين اليمينيين، حيث نبين، عكس ما يروجون له، أن المسلمين قادرون كليا على التعددية والديمقراطية.

وعندما تلقي النائبتين المنتخبتين، "عمر" و"طليب"، اليمين الدستورية العام المقبل، فسوف تقسم "طليب"، في ثوبها الفلسطيني التقليدي، اليمين على حماية دستور الولايات المتحدة والدفاع عنه، وسوف تقسم كلا النائبتين وفي يدها اليمنى القرآن الكريم.

وتم انتخاب النائبتين من قبل مجتمعات متنوعة في ولايات الغرب الأوسط، والغالبية العظمى منهم ليسوا مسلمين، وسوف تمثلان الناس من جميع مناحي الحياة.

وهناك القليل من هذه الظواهر العظيمة للديمقراطية في دول الشرق الأوسط الاستبدادية، ولهذا السبب يُنظر إلى الزعماء السياسيين المسلمين الأمريكيين على أنهم يشكلون تهديدا، من قبل المتطرفين في الشرق الأوسط والقوميين البيض، على حد سواء.

ولا تعد هذه الهجمات جديدة. فلقد هوجم السياسيون المسلمون بضراوة طوال موسم حملة 2018، استنادا إلى المراوغات اللا أخلاقية للرئيس "دونالد ترامب".

وفي حالة "عبد الرحمن السيد"، وبسبب أصله المصري، تم الترويج لوجود روابط عائلية له مع جماعة الإخوان المسلمين، مع مزاعم أن أي مسلم أمريكي يتنافس على منصب رفيع يمارس "التقية"، وهي نظرية مؤامرة يتباناها اليمين المتطرف.

لكن عندما تروج نفس نظريات المؤامرة القادمة من وسائل الإعلام التي ترعاها الدولة في الشرق الأوسط، فإن الأمر يصبح مثيرا للدهشة.

فلماذا يهاجم قادة الدول ذات الأغلبية المسلمة المرشحين المسلمين الأمريكيين في الولايات المتحدة؟ وبدلا من أن يكونوا فخورين بتقدمهم، رددوا كلمات التعصب الأعمى الذي يروج له القوميون البيض.

وبشكل مأساوي، يعتمد الطغاة، في دول مثل مصر والمملكة العربية السعودية، مثل المتطرفين البيض، على الحجة السخيفة بأن بعض أنواع الناس ليسوا مستعدين للديمقراطية.

ولقد استفاد هؤلاء الطغاة من هذه الحجة ضد شعوبهم لأجيال من أجل الاستيلاء على السلطة. ويذكرنا مقتل "جمال خاشقجي" على يد فرقة الموت السعودية التي أخذت أوامرها، بحسب مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين، من المستبد الحاكم لذلك البلد، والذي كان يتمتع هو نفسه بتأييد الرئيس "ترامب" بشكل متواصل، بمن هو مصدر الشر الحقيقي.

وكان والدي أول أفراد أسرته الذين هاجروا من الديكتاتورية في مصر للديمقراطية في أمريكا. ولم تكن هناك طريقة للمشاركة في القيادة في مصر لو بقي هناك.

لكن باعتباري أمريكيا، تمكنت من الترشح لأعلى منصب في ولايتي.

وهذا لأنه لا يوجد قادة منتخبون ديمقراطيا في مصر على الإطلاق، وهذه الحقيقة هي ما يهدد الأنظمة المستبدة في الشرق الأوسط. إننا نظهر للناس الذين عانوا تحت نير هؤلاء الطغاة لأجيال أنهم ليسوا هم الذين يعانون من النقص، بل قادتهم.

والأسوأ من ذلك، أننا نهدد التحالفات الدقيقة التي بنتها الحكومة الأمريكية مع هؤلاء الطغاة.

وخلال الـ 40 عاما الماضية، دعمت الإدارات الأمريكية المتلاحقة النظام المصري بـ 47 مليار دولار كمساعدات عسكرية، و24 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية.

وإذا كنا جادين في حماية الديمقراطية والدفاع عنها، فعلينا أن نتوقف عن دعم الدكتاتوريين الأجانب في الخارج.

وللأسف، هناك البعض ممن يحرمون المسلمين الأمريكيين من الحق في الانتماء إلى "الشعب"، تماما مثلما يوجد طغاة في الخارج يحرمون شعوبهم من حق اختيار قادتهم. ومع ذلك، فإننا، "إلهان"، و"رشيدة" و"عبد الرحمن السيد"، لدينا الجرأة على الترشح لمنصب الرئاسة دون الاعتذار عن من نحن أو طلب الإذن من أحد، وهذا ما يظهر لهم كم ديمقراطيتنا كبيرة في الواقع وأننا كبار بما فيه الكفاية لفعل ذلك.

المصدر | عبد الرحمن السيد - تايم

  كلمات مفتاحية

أمريكا القوميون البيض المستبدون في الشرق الأوسط عبد الرحمن السيد إلهان عمر رشيدة طليب