هآرتس: 2018 عام خاشقجي.. وترامب يواجه المجهول

الجمعة 28 ديسمبر 2018 03:12 ص

اعتبرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن عام 2018 كان عام "جمال خاشقجي"، الصحفي السعودي الذي قتل داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقالت الصحيفة، في تحليل كتبه "تسيفي برئيل"، إنه رغم مقتل نصف مليون شخص على الأقل في الحرب بسوريا، وحوالي 50 ألفا بسبب الحرب والمجاعة في اليمن، إلا أن قتل صحفي واحد نجح في هز أساس العالم الغربي.

وأضافت أنه من الصعب تذكر حادثة مماثلة تسببت في تمزيق خيوط العلاقات بين واشنطن والرياض، وبين الاتحاد الأوروبي والسعودية.

وأردفت: "قد تكون هذه واحدة من الحالات النادرة في التاريخ التي تمكن فيها صحفي من إثارة زلزال دبلوماسي إقليمي وعالمي".

وأشارت الصحيفة إلى حادثة مهمة أخرى في 2018، وهي انسحاب الإدارة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران، وهو قرار ترك العالم قلقا بشكل عميق بشأن مستقبل المنطقة، بعد أن استعرض الرئيس الأمريكي "دوتلد ترامب" عضلاته؛ مما وضع إيران في مأزق اقتصادي صعب.

لكن الخوف الرئيسي هو أنه في مرحلة ما تقرر إيران أيضا إنهاء الصفقة واستئناف تخصيب اليورانيوم، وقد كانت الاتفاقية ستتمكن من تأخير هذا الاحتمال من 10 إلى 15 عاما، لكن قرار "ترامب" قد يقصر الجدول الزمني بشكل كبير.

وتساءلت "هآرتس": "هل سيكون الرئيس الأمريكي المتورط في تحقيقات متعددة قد تنتهي بالإطاحة به أو محاكمته، راغبا في شن حرب ضد إيران؟.. هل سيكون قادرا على حشد ائتلاف دولي، بعد البصق في وجوه حلفائه من خلال رفض الاستماع إلى تحذيراتهم؟".

واعتبرت أن هناك صلة وثيقة بين قضية "خاشقجي" وانسحاب أمريكا من الاتفاقية النووية؛ ففي كلا القضيتين يبرز الدور السعودي كرأس الحربة، فالرياض متورطة بقتل "خاشقجي"، وهي التي عينت نفسها في معركة شرسة ضد إيران في الشرق الأوسط.

وأضافت الصحيفة أنه في عام 2019، سيتعين على أمريكا أن تقرر ما إذا كانت ستستمر في العلاقات مع الرياض وكأن شيئا لم يحدث، بما في ذلك بيعها أسلحة تزيد قيمتها عن 110 مليارات دولار، أو معاقبة مرتكبي جريمة قتل الصحفي "خاشقجي".

وقال التحليل إن القرار الأمريكي المرتقب سيؤثر على السلوك السعودي في سوق النفط، وعلى وجه التحديد سيحدد ما إذا كانت المملكة ستزيد إنتاج النفط للتعويض عن التخفيض الناتج عن العقوبات الإيرانية، أو ما إذا رفضت زيادة الإنتاج؛ مما سيسمح لأسعار النفط بالارتفاع، وبالتالي ربما يشعل ثورة عالمية ضد "ترامب" في النهاية.

وتطرق التحليل إلى الحرب في اليمن، قائلا إنها ستدخل عامها الرابع على التوالي مع بداية 2019، دون أي أفق لحل دبلوماسي حقيقي، طالما استمر تعريف تلك الحرب على أنها بين السعودية وإيران، بدلا من مجرد كونها حرب محلية للتنافس على الموارد، لذلك لن تنسحب الرياض ويتأثر شرفها أمام الرأي العام السني، رغم أنها لم تتمكن بعد من تحقيق نصر عسكري.

واعتبرت الصحيفة أن "هذه هي آخر جبهة متبقية يمكن أن تثبت فيها السعودية قوتها ونفوذها، بعد أن فشلت بشكل مخزٍ في لبنان، وانفصلت عن الملف السوري، وقبل عام واحد، انفصلت عن العراق".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

هآرتس 2018 حصاد 2018 جمال خاشقجي السعودية إيران اليمن سوريا ترامب