روبرت فورد: أؤيد الانسحاب الأمريكي من سوريا لهذه الأسباب

الجمعة 28 ديسمبر 2018 06:12 ص

اعتبر السفير الأمريكي السابق في دمشق، "روبرت فورد"، قرار الرئيس "دونالد ترامب" الانسحاب من سوريا صحيحا في جوهره، وأيد إعلان "ترامب" انسحابا منسقا وبطيئا، لكنه استبعد أن يوقف هذا موجة النقد التي قوبل بها القرار.

وفي مقاله المنشور بصحيفة "واشنطن بوست"، الخميس، اقترح "فورد" على "ترامب" التعامل مع الجلبة التي أحدثها قراره السوري كفرصة لاتخاذ سلسلة من الخطوات والاستفادة من قراره الصحيح وغير الشعبي في الوقت نفسه، على حد وصفه.

وأوضح السفير السابق أن هذه الخطوات تتمثل في أن على الولايات المتحدة أن تقدم الدعم للروس كي يعبدوا الطريق لاتفاق بين "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا، والنظام السوري، بشكل يعيد قواته إلى شرق سوريا بطريقة تستجيب لمظاهر القلق التركي ولا تسمح بعودة تنظيم "الدولة الإسلامية".

وتابع: "ثانيا: يجب على واشنطن عرض تعاون أمني على روسيا يتعلق بتنظيم الدولة في شرق سوريا وبناء خط ساخن يسمح للقوات الأمريكية الموجودة بالمنطقة ضرب أهداف للتنظيم داخل سوريا".

ثالثا -حسب "فورد"- "على واشنطن إبلاغ الكرملين أنها ستدعم أي عملية إسرائيلية ضد نشاطات إيرانية تهدف أمن إسرائيل داخل سوريا".

وأخيرا "على الرئيس إعادة النظر بفريق السياسة الخارجية وكيف سبقه (ترامب) في تحديد السياسة السورية. فهو بحاجة لمجلس أمن قومي قادر على نقل حذره ومظاهر قلقه من السياسة للأشخاص الذين يقومون بتنفيذها. وعلى الفريق التأكيد للعاملين في الأقسام المعنية أن الرئيس يستمع لمواقفهم ولكن عليهم التحرك بناءً على توجيهاته".

لهذه الأسباب القرار "صحيح"

واستطرد "فورد" في شرح الأسباب التي تدعم قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا، قائلا إن الكثيرين رأوا في القرار نصرا للروس وإيران ونظام "بشار الأسد"، "وهذا رأي غريب لأن الأسد بات يسيطر على ثلثي البلاد بما فيها كل المدن الرئيسية".

وأضاف: "ثلث البلاد المتبقي الذي يقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية إما صحراء أو سهول جافة. وتنتج حقول النفط فيها نفطا خاما من الدرجة المتدنية ويحتوي على نسبة عالية من الكبريت. وكميات النفط في هذه الحقول تتراجع. وقبل اندلاع الثورة عام 2011 لم تشكل موارد النفط إلا نسبة 5% من مجمل الناتج المحلي العام، وهذه أرقام صندوق النقد الدولي. وبالتالي فسيطرة أمريكا على شمال- شرق سوريا لم يكن ليمنحها ورقة نفوذ تدفع النظام وإيران وروسيا على تقديم تنازلات".

وأعرب عن اعتقاده أن  "تركيا يمكنها القبول بشروط عودة قوات النظام السوري إلى المنطقة كما تريد روسيا وإيران؛ فأنقرة لا تحب نظام الأسد، لكن ما تمقته أكثر أن ترى كيان كردي شبه مستقل قرب حدودها".

 وفي إطار آخر -وفق "فورد"- فإن خروج القوات الأمريكية من سوريا "لا يعد في حد ذاته تغييرا للعبة... فمساهمة الولايات المتحدة في الحد من نشاطات إيران في سوريا هي صفر".

وقلل "فورد" من أهمية المخاوف التي يدفع بها منتقدي قرار الانسحاب وتأثيره على محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، قائلا إنها "تظل إمكانية، مع أن مناطق غرب سوريا الواقعة تحت سيطرة النظام السوري وحلفائه لا أثر فيها لنشاطات التنظيم. وعلى أي حال فقوات أمريكية لن تدمر أيديولوجية تنظيم الدولة وعملية منع التجنيد له تحتاج لأكثر من مشاريع إعادة تأهيل صغيرة".

وأعلن "ترامب"، في ديسمبر/كانون أول الجاري، قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا؛ الأمر الذي قوبل بموجة انتقاد واسعة، كان ابرزها استقالة وزير دفاعه "جيمس ماتيس" احتجاجا على القرار.

  كلمات مفتاحية

سوريا أمريكا روبرت فورد الانسحاب الأمريكي من سوريا

مع الانسحاب الأمريكي.. روسيا تبني وجودا عسكريا قويا بسوريا