هل يوافق بن سلمان على إعمار سوريا لتجاوز قضية خاشقجي؟

السبت 29 ديسمبر 2018 01:12 ص

كشفت مجلة إسرائيلية متخصصة في شؤون الأمن والدفاع، أن ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، وافق على المساهمة في تمويل مشاريع إعادة الإعمار في سوريا لتقليص الاهتمام بقضية اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، في قنصلية بلاده بتركيا.

وأكدت مجلة "ISRAEL DEFENSE"، في تقريرللعقيد المتقاعد "بيسح ملبوني"، أن "إعلان ترامب عن أن السعودية وافقت على تمويل مشاريع إعادة الإعمار في سوريا، يدلل على أن بن سلمان أقدم على هذه الخطوة لتقليص تأثير قضية خاشقجي على علاقة نظام الحكم السعودي بالولايات المتحدة في أعقاب الانتقادات الحادة التي وجهت إليه في وسائل الإعلام الأمريكي، بعدما أحرجته التسريبات التركية حول دوره في تصفية خاشقجي".

وأضاف "ملبوني"، الذي تولى مواقع متقدمة في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، أن "ترامب أقنع بن سلمان بأن انخراطه في تمويل مشاريع إعادة إعمار سوريا سيسمح بمساعدته بالتكفير عن خطاياه" أمام الغرب.

وأوضح أن "ترامب يدفع ببن سلمان للعودة إلى سوريا بعدما فشلت السعودية في مواجهة إيران التي تسعى للسيطرة على هذه البلاد".

ولفت "ملبوني" إلى أن "إعلان ترامب عن نجاحه في إقناع السعودية بتمويل إعمار سوريا جاء بعدما تبين أن كلا من روسيا وإيران قد فشلتا في إقناع دول العالم بالانخراط في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار هناك".

وأشار إلى أن "هناك علاقة بين قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا وإعلان ترامب إقناع السعودية بتمويل مشاريع إعادة الإعمار هناك، على اعتبار أن الرئيس الأمريكي يريد أن يثبت أنه على الرغم من سحب القوات، فإن واشنطن ستواصل التأثير على ما يجري في سوريا من خلال مشاريع إعادة الإعمار".

وأضاف أن "ترامب يوظف المال السعودي في التدليل للروس والإيرانيين على أنه رغم سحب قواته من سوريا فإن تأثير الولايات المتحدة سيظل قويا هناك ولن يكون بالإمكان تجاوزه".

وحسب "ملبوني"، فإن "موافقة بن سلمان على طلب ترامب ستخدم المصالح الانتخابية للأخير، ولا سيما عشية الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في العام 2020، على اعتبار أن الانسحاب من سوريا واستعداد بن سلمان لتمويل مشاريع إعادة الإعمار سيشكلان دليلا على أن الرئيس الأمريكي نفذ تعهداته للناخب الأمريكي بأنه جاد في تقليص النفقات المترتبة على السياسة الخارجية الأمريكية".

وأشار إلى أنه "في المقابل، فإن ترامب يقدم بوادر حسن النية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أعقاب التوتر بينهما، على اعتبار أن الانسحاب الأمريكي يخدم المصالح التركية، إلى جانب استعداد واشنطن للبحث في مسألة تسليم الداعية فتح الله غولن، الذي تطالب أنقرة بتسليمه بسبب اتهامه بدور في محاولة الانقلاب العسكري الأخيرة في تركيا".

وأقرت وزارة الخارجية الأمريكية بخطأ الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في تغريدته الأخيرة حول تعهد جديد من السعودية بإعمار سوريا.

وكانت شبكة "سي إن بي سي" قد كشفت أن "ترامب" قد أخطأ في ذكر أن السعودية قد تعهدت توا بضخ استثمارات لإعادة إعمار سوريا، مؤكدة أن الخبر قديم.

ويتناسق ما ذكرته الخارجية مع تصريح من مصدر مسؤول في السفارة السعودية بواشنطن، من أنه لم يصدر عن المملكة أي شيء جديد بشأن موضوع إعمار سوريا.

ويعني ذلك أن حديث الرئيس "ترامب" عن تعهد سعودي بإعمار سوريا غير دقيق، إذا كان أعطى الانطباع بأنه تعهد جديد أعقب قرار الانسحاب العسكري الأمريكي من سوريا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية إعمار سوريا ترامب مقتل خاشقجي