ناشط حقوقي مغربي يدعو إلى تعطيل آيات الجهاد في القرآن

الأحد 30 ديسمبر 2018 05:12 ص

دعا الناشط الحقوقي المغربي "أحمد عصيد"، إلى تعطيل آيات الجهاد الواردة في القرآن الكريم، وذلك في خضم التنديدات بالجريمة الإرهابية التي هزت المغرب الأسبوع الماضي، إثر قتْل سائحتين إسكندنافيتين في منطقة إمليل نواحي مراكش.

وقال "عصيد"، في محاضرة بمقر حزب الاشتراكي الموحد فرع تمارة، إن "تعطيل آيات الجهاد هو المدخل الأساسي للحد من التطرف والإرهاب".

واعتبر أن "تكوين الإرهابيين يقوم على استعمال القرآن والسنة"، مضيفا: "قد يقول البعض إن الإرهابيين الذين نفذوا جريمة قتل السائحتين لم يفهموا القرآن، لكن على الفقهاء والسياسيين الذين يبرؤون الإسلام أن يشرحوا لنا ما الذي لم يفهمه الإرهابيون في النصوص".

وتابع: "من المؤكد أنهم سيهربون، وإلا فإنهم سيجدون أنفسهم مجبرين على الاعتراف بأن العنف موجود في النص القرآني، وأن الآيات التي تحمل العنف نزلت في سياق معين، وأن واقعنا اليوم يحتم تعطيلها بشكل نهائي، لكي يتوقف العنف ويعم الاستقرار".

وذهب "عصيد" إلى وصف رد فعل المسلمين المستنكر للعمليات الإرهابية المنفذة باسم الدين الإسلامي واعتبار الإسلام بريئا من هذه الأفعال بـ"النفاق"، قائلا: "الجميع يعرف أن هناك نصوصا تستعمل لشحذ كراهية غير المسلمين، وهي التي تؤطر الإرهابيين".

ووجه "عصيد" انتقادات لاذعة إلى المسؤولين عن اختيار مضامين المقررات الدراسية المعتمدة في المدارس المغربية، داعيا إلى "إزالة كل المضامين التي تحض على كراهية الآخر، بما في ذلك أن الإسلام هو الدين الصحيح وباقي الأديان محرفة"، على حد تعبيره.

وأضاف: "حين نعد أنفسنا أفضل من الآخرين، فإن جميع مظاهر الحضارة الغربية تصير سلبية في نظرنا، حيث يتم تقبيح كل ما تفوق فيه الغرب علينا، ونلجأ إلى مجموعة من تاحْرامياتْ (خرافات) لمنافسة الغرب، مثل الإعجاز العلمي في القرآن".

ودعا "عصيد" إلى إعلان ما سماها "القطيعة مع مساوئ الماضي"، وذلك "بالاعتراف بأن الإسلام له علاقة بهذه السلسلة من الأعمال الإرهابية".

ورأى أن "الأديان ارتبطت، جميعها، بالعنف منذ ظهورها، بسبب أن التدين مرتبط بالاعتقاد بوجود حق مطلق له مصدر فوق طبيعي، وهذا الاعتقاد يجعل الإنسان مؤمنا بأنه على الحق المطلق، وأن الآخرين ضالون، ما يدفعه إلى تبني سلوكيْن، إما أن يشفق عليهم، أو يمارس الضغط والعنف الرمزي والمادي ليتبنوا عقيدته".

وزعم "عصيد" أن "ما جعل آلة الغزو تدور بعد أن تقوت شوكة المسلمين هو السعي إلى كسب الغنائم، فتكرست فكرة الجمع بين نشر الدين وكسب الغنائم، وكانت الغنائم في أحيان أهم من نشر الدين".

وتابع: "اليوم، صورة الإسلام مرتبطة في أذهان الناس بالعنف، لأن من صميم الثقافة الإسلامية أن الإسلام هو أفضل الأديان وأن الديانات الأخرى محرفة، وهذه الفكرة في حد ذاتها عنيفة حتى لو لم تكن هناك حرب ولا قتال".

وختم بالقول إن "الإسلام فيه، كغيره من الديانات، قيم إنسانية نبيلة لكننا لم نقدر على التعريف بها، لأننا أعطينا الأولوية لإرساء أسس الدولة الدينية على حساب نشر القيم الإنسانية، وهذا أدى إلى تزايد المساجد والتدين في صفوف الناس، لكن الأخلاق تتراجع".

وبين الحين والآخر تظهر دعوات في المغرب لتعطيل آيات القران الكريم بدعوى أن بعضها يحض على العنف أو الكراهية، وهي المزاعم ذاتها التي يحاول الناشطون الملحدون نشرها مستغلين أجواء الغضب عقب الأحداث الإرهابية.

  كلمات مفتاحية

آيات الجهاد القرآن الكريم الإسلام ناشط مغربي قيم إنسانية