مسجد مختلط في إيطاليا يثير الجدل بين الجالية المسلمة

الأحد 30 ديسمبر 2018 12:12 م

بعد تكرر المشهد في مدينة بيركلي بسان فرنسيسكو الأمريكية، مع "مسجد قلب مريم النسوي" الذي كان يعد المسجد الأول من نوعه في أمريكا، يجمع النساء والرجال في الصلاة، وبعد ألمانيا التي شهدت افتتاح مسجد ليبيرالي مختلط ويقبل المثليين والإمام فيه امرأة، تأتي إيطاليا بدورها لتفتتح مسجدا جديدا مختلطا يفتتح أبوابه قريبا.

وتمكن القائمون على مسجد ببلدة "ترينو" الإيطالية، من الحصول على ترخيص لافتتاح مسجد بعد الموافقة على إزالة الحائط الفاصل بين الرجال والنساء، تماشيا مع الدستور الإيطالي الذي يمنع التمييز بين الجنسين.

و اعتقد عدد من المتتبعين أن اشتراط السلطات البلدية إزاحة الفاصل بين الرجال والنساء، سيكون عقبة في عدم الحصول على الترخيص، بعد أن ظن البعض أن القائمين على المسجد سيرفضون الأمر لأنه تشجيع على الاختلاط.

لكن إدارة المسجد الجديدة تسعى أن يتحول المسجد "غير القانوني" إلى مسجد ينتزع الاعتراف القانوني حتى يتمكن المصلون من أداء شعائرهم بصفة قانونية.

ورغم أنه لم تنته الأشغال في المسجد بعد، تم فتح النقاش على مصراعيه أمام المنتقدين والمؤيدين، بعد أن تم الترويج للمسجد بأنه سيكون أول مسجد "ليبرالي" سيسمح للرجال والنساء بالصلاة جنبا إلى جنب على غرار بعض المساجد التي أثارت الاستنكار في بعض البلدان حين سمحت للنساء بالإمامة.

بينما يعتبر البعض أن الأمر سيكون مجرد إزاحة للجدار حيث يحافظ المصلين على الترتيب الاعتيادي في أن يتقدم الرجال الصفوف الأمامية، بينما تصلي النساء في الصفوف الخلفية دون اختلاط.

وكان المسجد الذي يقع في تورينو، عبارة عن مستودع قديم بالقرب من فرشيلي بيدمونت الإيطالية، اقتنته جمعية "الفردوس" التي يشرف عليها مهاجرون مغاربة سنة 2013.

وقامت الجمعية بتحويله إلى مسجد بصفة غير قانونية، لكن الإدارة الجديدة للمسجد التي تضم مصريين، تسعى لانتزاع الاعتراف القانوني بالمسجد بعد الموافقة "الملتبسة" لإزاحة الحائط بين الجنسين.

وهي المبادرة التي شجعها نائب رئيس البلدية "روبرتو روسو" الذي أعلن عنها الصيف الماضي، واعتبر أنه "يمكن أن يكون هناك إسلام ليبرالي، وفقا لمبادئ الدستور الإيطالي"، وقال في هذا الصدد إن "الجالية المسلمة الآن أصبح لديها مسجد قانوني ومكان معتمد للعبادة" في بلدة يعيش بها حوالي 500 مسلم من أصل 7500 نسمة.

وأضاف: "لقد أثبتنا أن الإسلام دين يمكن أن يأتي ببطء إلى حل وسط مفيد لحياة الجميع ومتوافق مع معايير المجتمع المدني ، يمكن أن تصبح ترينو أول تجربة وطنية في هذا السياق".

وتنتهي أعمال الهدم والبناء في المسجد في يناير/كانون الثاني المقبل.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إيطاليا مسجد إسلام مسلمين الجالية المسلمة تمييز اختلاط حرية دينية