شكوك حول دور محتمل لشركة إيطالية في اغتيال خاشقجي

الأحد 30 ديسمبر 2018 06:12 ص

أثارت تقارير إعلامية الشكوك حول تورط شركة إيطالية- سبق لها التعاون مع الرياض- بالضلوع بدور محتمل في قضية مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي مقال منشور على موقع  "Il Sole 24 Ore" طرح الكاتب الإيطالي "جانكارلو كالزيتا" تساؤلات حول الشركة المتخصصة في مجال القرصنة السيبرانية، وتدعى "هاكينغ تيم"، والتي تعاونت مع الرياض منذ زمن طويل، مرجحا أن يكون لها دور في أحداث مقتل خاشقجي.

وأشار الكاتب إلى أن بداية الاتصالات بين الشركة الإيطالية والحكومة السعودية، تعود إلى عام  2015، حسبما يوضح البريد الإلكتروني للشركة التي تم قرصنته وأصبح الاطلاع عليه متاحا على موقع "ويكيليكس".

وذكر أن أول اتصال مع السعودية حدث في 2012 عبر (المستشار السابق) "سعود القحطاني"، لافتاً إلى أنه لم يكن سرياً، "فالقحطاني كان يكتب من عنوانه الإلكتروني الرسمي الحكومي".

وأشار الصحفي الإيطالي إلى أن "القحطاني" طلب تحديد لقاء للحصول على برامج قادرة على مساعدة حكومته في محاربة الإرهاب، وفيما بعد، كان سيطلب قائمة كاملة بالخدمات المقدمة من أجل إطلاق تعاون طويل ومثمر.

بحسب المقال، "هاكينغ تيم" لم تكن الشركة الوحيدة التي اتصل بها السعوديون لإنشاء هيكل "الدفاع السيبراني" الخاص بهم، فحتى الشركة الإسرائيلية NSO كانت متورطة، إضافة إلى شركة  Q Cyber Technology.

والشركة الإسرائيلية، وفق المقال، تواجه دعوى قضائية؛ لأنها على ما يبدو الأكثر تورطاً في التجسس الذي أدى إلى مقتل "خاشقجي"، على يد فريق مكون من 18 شخصاً.

وعاد الصحفي  الإيطالي إلى عام 2013، عندما اقتنت أجهزة استخبارات عربية من "هاكينغ تيم" أدوات قادرة على اختراق أجهزة IOS، بينما تم في 2015 توريد أدوات صممت لاختراق أجهزة أندرويد.

وقال أيضاً: أصبح "القحطاني" شخصية أكثر تأثيراً في البلاط الملكي السعودي، مع ارتباطه أساساً بولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، ودفعه إلى أن يحول حرب الدفاع السيبراني منطلقاً لزيادة نفوذه.

ولفت إلى أن عام 2015، شهد توقيع تبادل رسائل إلكترونية أخرى بين "القحطاني" وشخصيات بارزة من الشركة (لم يحددها)، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن "هاكينغ تيم" واجهت صعوبات مالية أدت إلى بيع 20% من أسهمها لشركة مالطية يترأسها رجل أعمال مقرب من عائلة "القحطاني".

برغم ذلك، لا أدلة أن "هاكينغ تيم" واصلت توفير البرامج للحكومة السعودية، التي كانت تمضي في بحثها عن أسلحة سيبرانية أكثر قوة، وهو ما دفعها إلى التعامل مع "دارك مات Dark Matter"، وهي شركة إماراتية ذات إمكانيات تكنولوجية متقدمة.

واستنتج الصحفي الإيطالي "أن مشاركة هاكينغ تيم لم تكن في المرحلة النهائية للعملية بل ارتبطت خاصة بالمرحلة الأولى التي كانت فيها الحكومة السعودية تضع اللبنات الأولى لهيئتها الخاصة بالدفاع السيبراني".

وأشار إلى "جولة لصحفيين في المركز الرقمي لمكافحة التطرف عبر الإنترنت، حيث شاهدوا جيشاً من التقنيين يمشطون مواقع التواصل (..) إنه نظام إلكتروني يعمل على مدار الساعة، بنسبة خطأ ضئيلة، وقد حلل أكثر  1.2 مليون تغريدة وإعادة تغريد على تويتر".

وعبر الكاتب عن قلقه متسائلاً عن إمكانية تحول هذا المركز إلى أداة لقمع المعارضين، وهل ساهمت برامج الشركة الإيطالية في التجسس على "خاشقجي"، ثم يجيب: "بالتأكيد فإن سلوك الشركة في الماضي كانت له عواقب ثقيلة".

واختتم مقاله بالإشارة إلى أن 40 حكومة اقتنت برامج من الشركة، واستعملتها لغايات قمعية مثل إثيوبيا، ومصر، والمكسيك، والسودان، والإمارات.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية إيطاليا شركة إيطالية مقتل خاشجقي سعود القحطاني قرصنة