كشفت وسائل إعلام محلية عن صفقة يجرى التفاوض حولها، تقضي باعتراف الوزير الإسرائيلي السابق المتهم بالتجسس لصالح إيران "غونين سيغيف" بالتهم الموجهة ضده، مقابل حكم بالسجن لمدة طويلة.

وتقضي الصفقة -وفق مصادر مطلعة- باعتراف "سيغيف" بارتكاب مخالفة أمنية، ولكن بخطورة مخفضة يحكم عليه بموجبها بالسجن لفترة طويلة، حسبما قالت قناة "آي 24 نيوز"، الأحد.

ويصر المدعون العامون الذين يتفاوضون مع محامي "سيغيف" على أن عقوبة سجنه ستبقى "رقما ذا خانتين".

 وتم الاتفاق على تأجيل جلسات الاستماع إلى الأدلة في الملف، لحين اتضاح الأمور بشأن صفقة الإقرار بالذنب، والتي تعد تحولا في موقف "سيغيف" الذي أصر محاموه أنه لم يقصد خيانة الدولة العبرية بل أراد خدمتها عن طريق جلب جواسيس إيرانيين، وهو نفس ما قاله "سيغيف" بأنه كان يحاول العمل كعميل مزدوج ضد إيران، على أمل العودة إلى (إسرائيل) "كبطل".

ومنذ بدء محاكمته في يوليو/تموز الماضي، تمسكت النيابة الإسرائيلية بإبقاء جلسات محاكمة "سيغيف" مغلقة، كما رفضت طلب الصحافة الإسرائيلية كشف ما لا يقل عن 50 بندا من بنود لائحة الاتهام ضده، والتي تدور حول كيفية حصول وزير الطاقة الأسبق على المعلومات التي سلمها للإيرانيين والمهام التي كلف بها، علما بأنه كان على علاقة بكثير من جنرالات جيش الاحتلال الإسرائيلي السابقين وبعدد كبير من الدبلوماسيين الإسرائيليين في أفريقيا.

وفي وقت لاحق، سمح  بنشر أنه تم توجيه اتهامات خطيرة ضد "سيغيف"، من بينها محاولته الالتقاء بخريجين من مؤسسة الدفاع التابعة للاحتلال الإسرائيلي، وخبراء في مجالات مثل الأمن والبنية التحتية، وإغرائهم للقيام بأعمال تجارية في نيجيريا، زاعما أنه منحهم الفرصة لمقابلة أشخاص على صلة وثيقة بالسلطات النيجيرية، إلا أنهم كانوا أشخاصا من إيران، وفقا لتلفزيون "حداشوت"، الإسرائيلي، الأحد.

وقام بعض الأشخاص الذين شعروا بأن شيئا ما ليس على ما يرام في هذه اللقاءات بإبلاغ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ما أدى إلى تتبع الأمر حتى اعتقال "سيغيف".

وشغل "سيغيف" (62 عاما)، وهو في الأصل طبيب، منصب وزير الطاقة والبنى التحتية في حكومتي "إسحاق رابين" و"شمعون بيريز" بين عامي 1995 و1996، وكان يقيم في نيجيريا بعد قضائه حكما بالسجن لمدة خمس سنوات بعد إدانته في عام 2005 بتهريب حبوب النشوة إلى إسرائيل، وتزوير جواز سفر دبلوماسي.

واعتقل جهاز الأمن العام (الشاباك) "سيغيف" في مطلع مايو/آيار الماضي بمطار تل أبيب، بعد أن جلبه رغما عن إرادته من نيجيريا، وبقي الأمر طي الكتمان ولم يعلن عن اعتقاله حتى 18 يونيو/حزيران الماضي.

وأعلن "الشاباك" أن "سيغيف" التقى الإيرانيين الذين تواصلوا معه مرارا في بلدان مختلفة وكذلك في طهران، وسلمهم معلومات حول الأمن ومصادر الطاقة الإسرائيلية.

وقالت القناة الإسرائيلية، الأحد، إن "إسرائيل أصدرت مذكرة اعتقال ضده لتسلمه أبوجا إليها، واتضح من التحقيق أن سيغيف نقل لمشغليه الإيرانيين، معلومات مرتبطة بنظام الطاقة في إسرائيل، وعدد من المواقع الأمنية الإسرائيلية، ولمباني وأصحاب مناصب في أجسام ووزارات، ومؤسسات سياسية وأمنية إسرائيلية".