البريطاني المدان بالتجسس: صديق إماراتي شهد ضدي.. ولا ألومه

الاثنين 31 ديسمبر 2018 07:12 ص

قال الأكاديمي البريطاني المدان بالتجسس في الإمارات "ماثيو هيدجز"، إنه تعرض لمؤامرة نفذها جهاز أمن الدولة الإماراتي لتوريطه، على خلفية موضوع بحثه للدكتوراه في جامعة دورام.

وفي تصريحات لصحيفة "الغارديان"، السبت، ذكر "هدجز" أنه فوجئ بصديق إماراتي يشهد ضده خلال محاكمته بتهمة التجسس، لكنه أبدى تفهمه لـ "الظروف التي مر بها" كي يقدم على هكذا فعل.

وأضاف: "الشخص الذي رفع تقرير وشاية للسلطات الأمنية بشأني تعرفت عليه من خلال العمل، وكنا أصدقاء (..) سيكون من السهل الشعور بالغضب تجاهه، لكن ليس لدي أدنى فكرة عن أي ظرف تعرض له، أو إذا كان قد أجبر على هذه الشهادة من قبل الأمن الإماراتي، لا أستطيع أن ألومه، ربما لم يكن لديه خيار آخر، هو نفسه قد يكون ضحية".

ولفت الأكاديمي البريطاني، الذي اعتقلته السلطات في مطار دبي بعد زيارة استمرت أسبوعين لإجراء مقابلات مع مصادر حول بحثه عن (الأمن بعد أحداث الربيع العربي)، إلى أن شهادة صديقه لم تفاجئه بقدر ما فاجأه تعامل الإمارات معه، إذ طالما اعتبرها "بيته الثاني"، حسب تعبيره، حيث عاش طفولته بمدرسة داخلية في بريطانيا وكان كثيراً ما يسافر لزيارة أسرته في الإمارات في كل عطلة مدرسية.

أصوات تعذيب

وأكد أنه سمع سجناء يتعرضون للتعذيب أثناء احتجازه، وأن السلطات الإماراتية هددته بـ "تسليمه إلى قاعدة عسكرية خارج السجن يتعرض فيها للتعليق والضرب"، حسب قوله.

وتابع أن أجهزة أمن الدولة كانت تراقبه وتتجسس على هاتفه، مبديا استياءه من إدانته بالتجسس؛ لأنه "يؤثر على نزاهته الأكاديمية".

وإزاء ما تعرض له، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن "هدجز" بات يتحرك حاملاً أدويته معه "التي يبدو أنه سيضطر إلى تناولها بقية حياته كجزء من علاجه من الأزمة التي تعرض لها".

وعن تلك الحالة، قال "هدجز": "ما زلت غير قادر على تصديق أني حر، فجأة قالوا لي ضع بعض الملابس، وإنه قد أفرج عني، لا شيء منطقي، كنت أشعر بالقلق حتى دخلت الطائرة وبدأت أشعر بالاسترخاء، لكني لا زلت أشعر كثيراً بالقلق حتى الآن، أسير والمهدئات في جيبي، أتناولها في حالات القلق الشديد".

ورغم ذلك، أكد "هدجز" أنه لا يزال راغباً في إنهاء بحث الدكتوراه عن أحداث الربيع العربي، خاصة أنه لم يتبق له سوى كتابة الفصل الأخير منه، لكنه استدرك بتفضيل تأجيل الخطوة والبقاء بعيداً عن الأنظار حاليا، "كي يعيش حياة هادئة وبسيطة بعيدا عن أي ضجيج أو صخب".

وأكد الأكاديمي البريطاني تصميمه على تنقية اسمه مما علق به جراء الاتهامات الباطلة بالتجسس، حسب تعبيره، مشيرا إلى عزمه تقديم المساعدة للأكاديميين الذين يتعرضون للاعتقال في بلدان العالم المختلفة بسبب قيامهم بإعداد بحوث ودراسات أكاديمية خارج بلدانهم.

إشارة فيديو

وكان "هدجز" قد قال يوم 6 ديسمبر/كانون الأول إن الإمارات طلبت منه أن يكون عميلاً مزدوجاً في وزارة الخارجية البريطانية وإنه تعرض لتعذيب نفسي داخل سجنه، حيث أجبرته السلطات على الوقوف طوال اليوم مكبلاً بالأصفاد، وهو ما نفته أبوظبي مؤكدة أنها تعامل كل السجناء على أراضيها بإنصاف.

وأصدرت محكمة إماراتية الحكم بسجن "هدجز" مدى الحياة يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ثم أصدرت السلطات عفوا عنه بعد نحو أسبوع، ليعود بعدها إلى لندن بعد تعرض أبوظبي لحملة ضغط دولية وتوتر في علاقتها مع بريطانيا.

وقبل العفو، نشرت السلطات الإماراتية مقطع فيديو ظهر فيه الأكاديمي البريطاني معترفا بأنه يعمل كضابط برتبة (كابتن) في جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية (إم آي 6).

وعلقت صحيفة "التايمز" على المقطع بأن الجهاز الاستخباراتي البريطاني لا يحتوي على مثل هذه الرتب.

ونقل تقرير للصحيفة، كتبته مراسلة الشؤون الدفاعية "لوسي فيشر" عن الباحث "كريستيان أولريكسن"، الزميل المشارك في تشاتام هاوس "المعهد الملكي للشؤون الدولية"، إشارته إلى أن "هدجز" استخدم رتبة غير موجودة في الجهاز الاستخباري كإشارة إلى أنه قدم اعترافا ظاهريا تحت الإكراه.

تراتيل الميلاد

وردد الأكاديمي المدان بالتجسس تراتيل عيد الميلاد مع زوجته أمام مقر رئاسة الوزراء البريطانية في لندن، بمشاركة جماعة (لن ننساكم أبدا) التي تبعث برسالة لكل الأشخاص الذين لم يعودوا إلى بيوتهم هذا العام جراء اعتقالهم خارج بلادهم.

ونظم الفعالية "ريتشارد راتكليف"، وهو مواطن بريطاني متزوج من "نازانين زاغاري"، البريطانية السجينة في إيران، والتي تتهمها السلطات بالتجسس بعد أن اعتقلتها خلال زيارة عائلية للعاصمة (طهران)، أرادت خلالها أن يرى والدها طفلتها "غابرييلا" للمرة الأولى.

وعبرت زوجة الأكاديمي البريطاني "دانييلا تيجادا" عن سعادتها بمشاركة زوجها تراتيل الميلاد في لندن، مشيرة إلى أنها كانت قد فقدت الأمل في خروجه من السجن رغم عملها المضنى وحركتها الدؤوبة لضمان إطلاق سراحه.

  كلمات مفتاحية

الإمارات ماثيو هيدجز الغارديان الربيع العربي أمن الدولة دبي