استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

عن العمالة والإرهاب في سوريا

الثلاثاء 28 أبريل 2015 04:04 ص

هناك مجموعة من الأساطير والمغالطات تظهر على السطح عند كل حديث عما يحدث في سورية، ولاسيما إذا كان هذا الحديث مع طيف عريض من المثقفين اليساريين والقوميين العرب. يقوم هؤلاء بالاستناد إلى هذه المغالطات للوصول إلى نتائج كلها تصب في مصلحة بقاء نظام الأسد، حتى لو كانوا من غير المحبين ولا المفضلين له كنظام.

أهم هذه الأساطير هي أن من يقاتل «بشار الأسد» أحد فريقين: إما إسلاميون إرهابيون، أو عملاء للقوى الإمبريالية الغربية. ماذا تضمر هذه الأسطورة؟ إن ما تضمره هو هذه النتيجة: صحيح أن النظام السوري يقتل المدنيين، لكنه ليس إرهابياً، وصحيح أنه ليس أفضل الأنظمة على الإطلاق، لكنه حتماً ليس عميلاً للغرب.

لنعد إلى فحص كل من مفهومي «الإرهاب» و«العمالة». فإن كان معنى الإرهاب هو: استخدام العنف ضد المدنيين لأغراض سياسية، سواءً أكانت دينية كإقامة الخلافة، أم دنيوية كحماية الوطن؟ فإن الإرهابي الأول في سورية هو نظام بشار الأسد. فمنذ انطلاق الثورة السورية وحتى نهاية شهر آذار (مارس) الماضي، قتل النظام الغالبية الساحقة من الضحايا المدنيين، بأكثر بكثير من الذين قتلهم تنظيم داعش، بحسب مركز توثيق الانتهاكات في سورية الذي لا يدرج تقديرات إحصائية، بل يعتمد توثيق كل ضحية سقطته. والمقارنة هنا فقط في عدد القتلى، فنحن لم ندرج عدد المعذبين والمعتقلين والنازحين وغيرهم.

فمن ناحية عددية النظام أشد إرهاباً، لكن هناك من يرى أن القتل لأسباب دنيوية أهون من القتل لأسباب دينية. من يقتل 100 ألف في صراع على السلطة أهون ممن يقتل 100؛ لأنهم كفار. ولا أعرف أي مبرر لهذا التفريق سوى الانحياز القيمي إلى ما هو علماني ودنيوي. فمفاهيم مثل «الوطن»، و«الأمة»، وغيرهما، على رغم عصريتها وعلمانيتها، إلا أنها مثلها غير مادية لا تختلف شيئاً عن مفاهيم «الدين» و«الخلافة» وغيرهما.

ولنفرض أن القتال لأسباب علمانية أهون من القتال لأسباب دينية، فهل حلفاء النظام العسكريون هم من المقاتلين العلمانيين أم أنهم مجموعة مليشيات دينية-حزب الله، والفضل العباس...إلخ- تقاتل لأهداف دينية غريبة- كحماية قبر، أو التعجيل بظهور المهدي، أو اتباعاً لفتوى ولي أمر المؤمنين الموجود في إيران؟

لننتقل الآن إلى حجة العمالة. فحتى يستطيع المرء أن يستمر في الدفاع عن هذه الحجة، فإن عليه أن ينفذ ثلاثة متطلبات، الأول: هو أن ينسى التاريخ، أما الثاني فهو أن يتعامى عن الحاضر، أما الثالث فهو أن يكون انتقائياً.

أما بخصوص نسيان التاريخ، فعليه أن ينسى تاريخ النظام السوري وتعاونه مع الأنظمة الغربية، فعلى سبيل المثال عليه أن ينسى إسهام هذا النظام في حرب الخليج، وعليه كذلك عن التنسيق الأمني بين النظام السوري والولايات المتحدة في حربها على الإرهاب، إذ يتم إرسال المشتبه بضلوعهم في الإرهاب إلى سجون النظام السوري من أجل التحقيق معهم وتعذيبهم لمصلحة الإمبريالية الأميركية. يجب على الشخص أن ينسى مثل هذه الأحداث حتى يستطيع أن يقتنع أن نظام الأسد معادٍ للإمبريالية الغربية.

أما بخصوص التعامي عن الحاضر، فهذا أيضاً ضروري؛ إذ بمجرد أن أعلنت القوى الإمبريالية عزمها انتهاك السيادة السورية لقصف تنظيم داعش، صرح سفير النظام السوري بأن «سورية تعتبر شريكاً أساسياً في الحرب على الإرهاب». أما وليد المعلم فقد أوضح أن «من يريد العدوان على سورية لا يوجد لديه مبرر إلا بالتنسيق معنا»، وأكد استعداد النظام «التنسيق والتعاون» مع القوى نفسها التي يقال إنها وراء إنشاء داعش. يجب على الإنسان أن يغمض عينيه عن هذا كله حتى يستطيع أن يصدق أن نظام الأسد معادٍ للإمبريالية.

أخيراً تأتي الانتقائية. نعم، بالتأكيد، هناك مشاريع هيمنة على الدول العربية، لكن هذه المشاريع ليست غربية فقط، فهناك أيضاً مشاريع روسية وفارسية وغيرها، فحكومة العراق على سبيل المثال خاضعة لهيمنة إيران وأميركا. فمن يرفض الهيمنة عليه أن يرفض كل هيمنة، ومن يريد التفريق بين هيمنة وأخرى ويبرر لواحدة فعليه أيضاً أن يظهر المقدار نفسه من المرونة مع من يتعامل مع الهيمنة الأخرى، أما التفريق بين الاثنتين فإنما هو محض انتقائية.

إن إعادة النظر في هذه الجوانب، والتفكير فيها بتأمل وعمق ستكشف لمن يتبنى هذه الآراء أنه لا يبرر فقط لأكثر الفاعلين إرهاباً وعمالةً، بل أيضاً أكثرها نفاقاً وكذباً وتزييفاً، لأكثرها إفساداً للمعاني النبيلة المتضمنة في مناهضة الاستعمار ورفض استهداف المدنيين لأغراض سياسية، والسعي الدؤوب نحو التحرر والعدالة الاجتماعية.

إن الخوف الدفين لدى غالبية من يتبنى هذا الموقف، هو أنه بذهاب النظام السوري سيذهب آخر الأنظمة العربية دعماً للقضية الفلسطينية، إلا أن هذا الخوف غير مبرر، إذ إن المراهنة على دعم القضية إنما هي مراهنة على الشعب السوري وليس على هذا النظام وذاك، وهذا الشعب -كما رأينا على مدى عدة أعوام- شعب عظيم وشجاع، ولا يستحق نظاماً بائساً كهذا.

 

  كلمات مفتاحية

سوريا العمالة الإرهاب إسلاميون بشار الأسد فلسطين

السفير الأمريكي السابق في دمشق: هل بدأ نظام «الأسد» خطواته نحو النهاية؟

سيطرة الثوار في سوريا على «جسر الشغور» تفتح الطريق إلى معقل «نظام الأسد»

التدخل التركي السعودي في سوريا: معادلات القوة القائمة تفوق اندفاعة «عاصفة الحزم»

«هافنغتون بوست»: تحالف تركي سعودي من أجل تدخل عسكري في سوريا

هل تفرض سوريا خطا أحمر في الحرب الجوية بإسقاط الطائرة الأمريكية؟

إلى أين يتجه الوضع في سوريا؟