استطلاع: قواعد العمال البريطاني تؤيد استفتاء ثان حول بريكست

الأربعاء 2 يناير 2019 05:01 ص

يواجه موقف رئيس حزب العمال البريطاني "جيريمي كوربين" إزاء خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي اختبارا جديدا بعد أن كشف استطلاع للرأي، أجرته شركة "يوجوف" الدولية (مقرها المملكة المتحدة) لصالح مجلس البحوث الاقتصادية والاجتماعية، أن أعضاء الحزب يساندون إجراء استفتاء ثان على خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي (بريكست) بأغلبية ساحقة.

وشملت عينة الاستطلاع 1034 من أعضاء الحزب، في الفترة من 17 إلى 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، و1675 من ناخبيه في الفترة من 18 إلى 19 من الشهر ذاته، وفقا لما أوردته شبكة "سكاي نيوز".

ورغم أن زعيم الحزب لم يستبعد دعم استفتاء جديد، إلا أنه يفضل التركيز على إجراء انتخابات عامة مبكرة للإطاحة برئيسة الوزراء "تيريزا ماي"، وهو ما صرح به في مقابله صحفية قبل عيد الميلاد، مشيرا إلى أنه سيواصل التعاطي مع بريكست إذا فاز بهذه الانتخابات.

صوت الشعب

وإذا لم تجر الانتخابات المبكرة، فإن السياسة الرسمية لحزب العمال هي دعم جميع الخيارات المتبقية على الطاولة، بما في ذلك تبني الحملة من أجل التصويت العام باستفتاء ثان.

لكن من المرجح أن يزيد استطلاع (يوجوف) من ضغط أعضاء الحزب على "كوربين"، إذ كشف أن 72% من أعضائه يريدون منه دعم استفتاء آخر، وأن 23% منهم يعتقدون أنه لا يدعم حملة "صوت الشعب"، التي أطلقتها جماعات معارضة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ لأنه يؤيد بريكسيت.

ويرفض 29% من المستطلعة آراؤهم موقف العمال الحالي من الاتحاد الأوروبي، ويفكر 56% منهم في مغادرة الحزب، وهي نسبة تعادل حوالي 88000 عضو.

وعلى مستوى داعمي الحزب من الناخبين، عبر 57% من مؤيديه الحاليين، و61% ممن أيدوه في انتخابات عام 2017، عن مطالبتهم لـ"كوربين" بأن يبدي دعما كاملا للاستفتاء الثاني على بريكست (حملة صوت الشعب).

رفض قاعدي

وقال البروفيسور بجامعة الملكة ماري في لندن "تيم بيل"، الذي شارك بالاستطلاع: "أظهر مسحنا لقاعدة حزب العمال بوضوح أن استعداد كوربين الواضح لرؤية بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي -وهو موقف كرره مؤخرا- يتناقض بشكل جدي مع الأغلبية الساحقة من أعضاء حزبه، ولا يعكس آراء معظم ناخبيه أيضا.

وبحسب الاستطلاع، فإنه في حال إجراء استفتاء آخر يتضمن 3 أسئلة بورقة الاقتراع، فإن 88% من أعضاء حزب العمال سيصوتون للبقاء في الاتحاد الأوروبي، و3% سيختارون المغادرة وفق الاتفاق الذي عقدته رئيسة الوزراء "تيريزا ماي"،  و5% سيؤيدون مغادرة الاتحاد بدون اتفاق.

أما إذا اقتصر التصويت على خياري دعم اتفاق "ماي" أو المغادرة دون اتفاق، فإن 27% من أعضاء حزب العمال يؤيدون عدم التصويت بالكلية، فيما يبدي 46% استعدادهم لدعم اتفاق رئيسة الوزراء في هذه الحالة.

وعلق البروفيسور "بيل" على تلك النتائج بقوله: "جمهور حزب العمال يمقت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بوضوح، ورغم أن كثيرين منهم ما زالوا يحبون (كوربين)، إلا أنه قد لا يتمكن من الاعتماد على دعمهم لفترة أطول وهو يفتئت على معارضتهم لمغادرة الاتحاد الأوروبي".

فرصة تاريخية

وفي هذا الإطار، قال النائب العمالي "فيل ويلسون"، أحد مؤيدي حملة "صوت الشعب"، إن "قيادة الحزب لديها الآن فرصة كبيرة لتكون في مقدمة الحملة الشعبية ضد اتفاق الحكومة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتأكد من إعطاء الجمهور الحق في تحديد القول الفصل به.

وأضاف النائب البريطاني: "أحث (جيرمي) على اغتنام هذه الفرصة لتغيير مسار التاريخ قبل فوات الأوان".

وعندما سئل عن ما إذا كان سيدعم استفتاء ثان، قال زعيم حزب العمال: "ما سنفعله هو التصويت ضد عدم وجود اتفاق (للخروج من الاتحاد الأوروبي)، سنصوت ضد اتفاق (تيريزا ماي)، وفي هذه الحالة يجب عليها أن تعود إلى بروكسل (مقر الاتحاد) وتقول أنه (الاتفاق) ليس مقبولا لبريطانيا، وتعيد التفاوض لتشكيل اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي لتأمين التجارة".

وفي إشارة إلى اقتراح بشأن القضية، في مؤتمر الحزب الذي عقد في سبتمبر/أيلول الماضي، أضاف زعيم حزب العمال: "مقترحات المؤتمر تضمنت العديد من القضايا، وقضية عقد استفتاء آخر واحدة منها بالطبع (..) لكن ذلك سيحدث بعد التصويت في البرلمان، وهذا لم يحدث بعد".

وكان متحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية قد أعلن، الشهر الماضي، أن اتفاق (بريكست) بين لندن والاتحاد الأوروبي سيطرح للتصويت بمجلس العموم البريطاني قبل 21 يناير/كانون الثاني الجاري، إثر قرار رئيسة الوزراء بتأجيل التصويت عليه بعدما بات من شبه المؤكد رفض البرلمان لصيغته.

يشار إلى أن بريطانيا اتخذت قرارا بالخروج من الاتحاد الأوروبي؛ تنفيذا لنتيجة استفتاء شعبي أجري في 23 يونيو/حزيران 2016.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

جيرمي كوربن حزب العمال بريطانيا الاتحاد الأوروبي بريكست تيريزا ماي يوجوف بروكسل