كشفت مصادر دبلوماسية أن أمريكا أخرت انسحابها من سوريا حتى تتمكن من إنجاز عملية تسليم قوات عربية وخليجية ستحل مكانها في شمال وشرق سوريا.
وأضافت المصادر لصحيفة "الجريدة" الكويتية، أن عملية ملء الفراغ الأمريكي تتم وفقا لخطة أمريكية، بتنسيق مع روسيا وعدد من الدول العربية، لملء الفراغ بعد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.
وشددت على أن تلك الخطة نالت موافقة دمشق، معتبرة أنها دليل على ذوبان الجليد في العلاقات العربية - السورية، وتحديداً الخليجية.
وتشير بعض الأوساط الأمريكية إلى أن الاتصال الهاتفي، الذي جرى بين الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ونظيره المصري "عبدالفتاح السيسي"، الثلاثاء الماضي، يؤكد جزئياً التسريبات التي تولت مصادر إسرائيلية تعميمها عن وجود هذه الخطة الأمريكية.
كما تعتبر تأكيدا للتهديدات التي أطلقها رئيس الاستخبارات الجوية الإسرائيلية عن احتمال توسيع الجيش الإسرائيلي عمليات مطاردته للوجود الإيراني حتى داخل العراق.
وتقول المصادر الإسرائيلية إن ضباطاً من الإمارات ومصر قاموا بزيارات تفقدية لمدينة منبج، وعاينوا المواقع الأمريكية فيها، وجالوا على مناطق أخرى في شرق الفرات.
واستشهدت المصادر على ما ذكرته بامتناع موسكو عن تغطية محاولات النظام السوري الدخول إلى مدينة منبج، وعدم صدور تعليقات روسية على الأنباء التي تشير إلى احتمال نشر قوات عربية على الحدود السورية - العراقية لقطع الطريق على التمدد الإيراني في المنطقة.
ويرى محللون أن روسيا التي تدرك أن قرار الانسحاب الأمريكي يصب في مصلحتها ويعطيها اليد الطولى الرئيسية في تقرير مستقبل سوريا على الأقل، لا يسوؤها تقليم أظفار إيران، وتحجيم دورها الذي تضخم بشكل بات يتعارض مع مشاريعها الإقليمية في المنطقة أيضاً.
وترجح المصادر أن روسيا سترعى في المرحلة المقبلة تنسيقا عربيا، بقيادة مصر، التي يحتفظ رئيسها بعلاقة مميزة مع "الأسد"، لتطويق تداعيات التمدد التركي - الإيراني، ما يفسر تشديد الوزير الإماراتي "أنور قرقاش" على ما وصفه بمواجهة تغول الدولتين في المنطقة، وفقا لـ"الجريدة" الكويتية.
واعتبرت تلك المصادر أن هذه الخطة تمنح تركيا ضمانات حقيقية لأمن حدودها الجنوبية إذا ما سلم الأكراد بالتغيير الذي سيجري على الأرض بعد انتشار القوات العربية، مع تعهد أمريكي بتوفير الغطاء الجوي لتلك القوات وفوق المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا.
لكنها شددت على أن الحل النهائي للأزمة السورية مرهون برد فعل إيران وسلوكها الميداني.
