أفادت مصادر دبلوماسية مطلعة في تركيا، الخميس، بأن مسؤولين أتراك أوصلوا تهديدا واضحا لقوات نظام "بشار الأسد، عبر روسيا، بعدم دخول منطقة منبج، شمالي سوريا.
وأوضحت المصادر أن الوفد السياسي والعسكري التركي، الذي زار موسكو قبل أيام، هو من حمل رسالة التهديد، طالبا من المسؤولين الروس توصيلها، وفقا لما نقلته صحيفة "صباح" التركية.
ولفتت الصحيفة إلى أن المباحثات التي أجراها الوفد التركي مع المسؤولين الروس توصلت إلى تطابق في وجهات النظر حول طريقة التعامل مع التطورات في شمالي سوريا، عقب إعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" سحب قوات بلاده من هناك، إذ لم تبد موسكو اعتراضا على قيام تركيا بعملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية شرقي نهر الفرات.
وضم الوفد التركي وزيري الدفاع "خلوصي أكار" والخارجية "مولود جاويش أوغلو" إلى جانب رئيس هيئة الاستخبارات الوطنية "هاكان فيدان"، قبل أن يعلن الجانبان عن التوصل إلى اتفاق من أجل التنسيق الميداني عقب الانسحاب الأمريكي.
وترافق ذلك مع إعلان النظام السوري دخول منبج ورفع علم النظام في وسطها، عقب دعوة أطلقتها وحدات حماية الشعب الكردية له بدخول المنطقة وفرض سيطرته عليها، تجنبا لهجوم عسكري تركي واسع، لكن مصادر تركية وسورية متطابقة نفت دخول فعلي للنظام إلى منبج.
واعتبر الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إعلان نظام "الأسد" دخول قواته لمنبج، جزءا من محاولة شن "حرب نفسية" في المنطقة، مشيرا إلى أن المسؤولين الروس أكدوا عدم صحته.
وشدد الرئيس التركي على أن مهمة أنقرة في شمال سوريا تعود إلى تطهير المنطقة مما وصفها بالتنظيمات الإرهابية، مؤكدا أنه "لن يكون هناك داع لدخول القوات التركية إلى سوريا مرة أخرى في حال انسحاب هذه التنظيمات منها"، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، التي تمثل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وكانت الوحدات الكردية، التي أثار دعم الولايات المتحدة لها غضب أنقرة، قد انسحبت من منبج في يوليو/تموز الماضي بموجب اتفاق أمريكي – تركي، على أن تبقى المدينة تحت سيطرة فصائل أخرى منضوية في قوات سوريا الديمقراطية، لكن تركيا تؤكد أن المقاتلين الأكراد لا يزالون موجودين بالمدينة، وأرسلت تعزيزات عسكرية تنذر بشن عملية عسكرية لطردهم.
