سادت حالة من الجدل في الأوساط السياسية الإيطالية حول إقامة مباراة كأس السوبر لكرة القدم المقررة هذا الشهر في مدينة جدة السعودية، بسبب القواعد التي تعتمدها المملكة بشأن دخول النساء للملاعب.

ويستضيف ملعب "الجوهرة المشعة" في مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، غربي المملكة، المباراة التي تجمع بين الغريمين يوفنتوس وميلان، في 16 يناير/كانون الثاني الجاري. 

وأثارت تفاصيل بيع تذاكر المباراة، التي نشرتها رابطة الدوري الإيطالي يوم الأربعاء 2 يناير/كانون الثاني وذكرت فيها أنه يمنع على النساء الحضور بمفردهن أو الجلوس في المدرجات نفسها مع الرجال، جدلا واسعا بلغ حد المطالبة بإلغاء إقامة المباراة في السعودية.

وعلق وزير الداخلية زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف "ماتيو سالفيني"، عبر صفحته على "فيسبوك"، قائلا إن إقامة المباراة في بلد "لا يسمح فيه للنساء بالذهاب إلى الملعب ما لم يكن ذلك برفقة رجال" هو أمر "محزن".

وأضاف الوزير الذي يعرف عنه تشجيعه لميلان: "أنا لن أشاهد المباراة".

من جهته، أعرب وزير الدولة "فينتشنزو سبادافورا" عن "خيبة أمل" من إقامة المباراة في السعودية، معتبرا أنه "من غير المقبول لكرة القدم الإيطالية، غض النظر عن هذا التمييز الصارخ".

وطالبت "جورجيا ميلوني" التي تتزعم حزب "فراتيلي ديتاليا" اليميني، اتحاد كرة القدم الإيطالي باتخاذ قرار "بنقل كأس السوبر إلى بلد لا يميز تجاه النساء".

ولم تقتصر الانتقادات على الأحزاب اليمينية، بل شملت ممثلين لأحزاب اليسار كالنائب عن الحزب الديموقراطي (يسار الوسط) "إرنستو ماغورنو" الذي اعتبر أنه "من الضروري أن تقدم كرة القدم إشارة قوية بشأن الحقوق المدنية".

وفي المقابل، اعتبر رئيس رابطة الدوري الإيطالي "غايتانو ميتشيكيه" حضور النساء في ملعب مدينة الملك عبدالله سابقة مهمة، قائلا إن التاريخ "سيسجل أن كأس السوبر كانت أول منافسة دولية يتاح للسعوديات حضورها في الملعب".

وتمكنت النساء في السعودية خلال الأشهر الماضية من حضور مباريات، في الدوري المحلي أو دوري أبطال آسيا، بناء على قرار أعلنته الهيئة العامة للرياضة في أكتوبر/تشرين الأول 2017، ودخل حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني 2018.

وبموجب القرار، سمحت السلطات لنساء العائلات بحضور المباريات في 3 ملاعب بالرياض وجدة والدمام، على أن يجلسن بأماكن مخصصة لهن في المدرجات، علما بأن السعودية تمنع الاختلاط بين الرجال والنساء في الأماكن العامة.

وجاءت خطوة السماح بدخول العائلات ملاعب كرة القدم السعودية، ضمن سلسلة إجراءات في المملكة لتخفيف القيود الاجتماعية لاسيما على النساء، وصولا إلى السماح لهن بقيادة السيارات بدءا من يونيو/حزيران 2018.