قال الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، إن العلاقات بين بلاده و(إسرائيل)، الآن، هي الأمتن منذ توقيع معاهدة السلام بين البلدين، كاشفا عن تعاون في كل المجالات.
جاء هذا في مقابلة له مع قناة "سي بي إس" الأمريكية، من المقرر أن تبث الأحد المقبل، رغم تدخل الحكومة المصرية، وطلب عدم إذاعة المقابلة، حسبما قالت القناة عبر موقعها الإلكتروني.
ولفت "السيسي"، خلال المقابلة المسجلة لبرنامج "60 دقيقة"، ردا على سؤال حول ما إذا كان هذا التعاون مع (إسرائيل) هو الأقرب بين عدوين كانا في حالة حرب في وقت من الأوقات، أجاب: "هذا صحيح.. لدينا نطاق واسع من التعاون مع الإسرائيليين".
وأضاف: "الجيش المصري يعمل مع (إسرائيل) ضد الإرهابيين في شمال سيناء".
وتحدثت تقارير صحفية، عن تعاون إسرائيلي مصري، في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، ولكن (إسرائيل) لا تتحدث عن طبيعة التعاون هذا، ولكنها تؤكد أن التعاون مهم لأمن القاهرة وتل أبيب والمنطقة بأسرها.
ورغم توقيع مصر و(إسرائيل) على اتفاقية سلام في العام 1979، بعد 3 حروب خاضها الجانبان، لكن العلاقات على المستوى الرسمي ظلت تدار من خلف الكواليس، مراعاة لمشاعر غضب في الأوساط الشعبية في مصر تجاه تل أبيب.
لكن منذ تولي "عبدالفتاح السيسي" للحكم، في يونيو/حزيران 2014، تعززت العلاقات بشكل غير مسبوق بين القاهرة وتل أبيب، ووصلت إلى مستويات اقتصادية وعسكرية وأمنية واستخباراتية بشكل لا مثيل له.
وفي شأن آخر، نفى "السيسي"، وجود سجناء سياسيين بمصر".
وقال في رده على سؤال حول تقديرات منظمة "هيومن رايتس ووتش"، بأن أعداد المعتقلين السياسيين في البلاد وصل إلى 60 ألفا: "لا أعرف من أين أتت هيومن رايتس ووتش برقم 60 ألف سجين سياسي"، مضيفا": "ليس لدينا معتقلون سياسيون".
بيد أن القناة، في تقريرها، أشارت إلى "محمد سلطان"، المواطن المصري الأصل الأمريكي الجنسية، الذي اعتقل لسنوات عقب فض اعتصام أنصار الرئيس المصري الأسبق "محمد مرسي"، في رابعة، قبل أن تتدخل إدارة الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما"، لإطلاق سراحه.
وجدد "السيسي"، هجومه، على اعتصام رابعة، وزعم أنه كان به "آلاف من المسلحين"، مضيفا: "حاولنا تفريقه بكل الطرق السلمية".
وخلف فض اعتصام رابعة 800 قتيل بحسب إحصائيات مصرية رسمية، وسط تنديد دولي بالمجزرة، التي وقعت في 14 أغسطس/آب 2013، بعد أيام من قيادة "السيسي"، انقلابا عسكريا ضد "مرسي"، عقب احتجاجات ضد الأخير.
وقالت القناة إن "السيسي"، أصبح أكثر استبدادا من أي من أسلافه في تاريخ مصر الحديث برأي منتقديه.
ونقلت عن وزارة الخارجية الأمريكية، أن عمليات القتل والتعذيب تتم في سجون "السيسي"، اليوم تماما كما كانت قبل توليه السلطة.
وكشفت القناة، أن السفير المصري في واشنطن "ياسر رضا"، تواصل مع فريق برنامج "60 دقيقة" وطلب عدم بث الحوار.
ولم تعلق الخارجية المصرية، حتى كتابة هذه السطور، على ما ذكرته القناة الأمريكية.
ولفتت القناة، إلى أن ما ذكره "السيسي"، من تعاون بين مصر و(إسرائيل)، وحديثه عن خصومه، ليست من الأخبار التي تود الحكومة المصرية بثها.
لكنها عادت وأكدت، أن المقابلة ستتم إذاعتها مساء الأحد المقبل.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها "سي بي إس"، بتسجيل مقابلة مع "السيسي"، حيث كان آخر حوار له معها في سبتمبر/أيلول الماضي، عندما كان الرئيس المصري في نيويورك، للمشاركة في فعاليات الدورة 73 للأمم المتحدة.
