ف. تايمز: رائحة الربيع العربي تفوح في السودان

الجمعة 4 يناير 2019 09:01 ص

"احتجاجات السودان تحمل رائحة الربيع العربي".. تحت هذا العنوان خصصت صحيفة فاينانشيال تايمز مقالا افتتاحيا، الجمعة، لتناول المظاهرات الشعبية الدائرة في السودان على خلفية الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن الرئيس السوداني "عمر البشير" لديه قدرة استثنائية على البقاء جعلته يتحمل سنوات من العزلة الدولية ويخمد عددا من الانتفاضات ضد حكمه منذ سيطرته على السلطة في انقلاب دعمه الإسلاميون عام 1989.

ورغم أن ذلك يعني أن رحيل "البشير" عن السلطة ليس وشيكا على الأرجح كما يعتقد البعض، إلا أن الاحتجاجات، التي انتشرت خلال الأسابيع الماضية في مدن وبلدات في عموم السودان، تشير فعلا إلى أن يوم حسابه يقترب، بحسب الافتتاحية، التي وصفت مثل هذا اليوم - إذا جاء – بأنه "لحظة أمل عظيمة في القرن الأفريقي ولحظة خطر حقيقي بشكل مواز".

وأوضحت فاينانشيال تايمز أن التحرر مما سمتها "وصمة عار" في أن يكون شخص متهم بجرائم حرب على رأس الدولة بالسودان، سيطلق عملية انتقال سياسي تدار إمكانيات هائلة لاقتصاد البلد الزراعي بشكل جيد، لكنه يمكن أن يمثل نهاية فوضوية للنظام تجلب للبلاد أعواما من النزاع والاضطراب في الوقت نفسه.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس السوداني يحظى ببعض الدعم من دول الخليج منذ وقوفه في صف المملكة العربية السعودية بمعاركها الإقليمية، لكنها أكدت أن بلاده ستحتاج ما هو أكبر من هذا الدعم بكثير أمام مأزق الاحتجاجات الشعبية.

ولفتت إلى أن جذور الأزمة الاقتصادية بالسودان سياسية في جوهرها، وثمة حاجة إلى جذب الاستثمارات والتخلص من المديونية المتراكمة، التي تصل إلى 56 مليار دولار، لتجاوزها.

ولذا خلصت الافتتاحية إلى ضرورة تحقيق بداية سياسية جديدة في السودان، لكنها استدركت بأن مثل هذه البداية غير مرجحة طالما ظل "البشير" على رأس السلطة.

ويشهد السودان، منذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، احتجاجات على تردي الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار وتدهور الأوضاع الاقتصادية، شملت 13 ولاية من أصل 18، وسقط خلالها عشرات القتلى والجرحى.

وتطالب المعارضة السودانية، بتنحي "البشير"، وحل الحكومة والبرلمان، وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السودان الربيع العربي عمر البشير الإسلاميون السعودية