مأساة جديدة للمختفين بمصر..عاشت بأمل عودته عامين وتسلمته جثة

الجمعة 4 يناير 2019 12:01 م

بعد عامين من الغياب، ولوعة الفراق ومنع الزيارات، أتاها الخبر السعيد أخيرا.. فزوجها حصل على إخلاء سبيل، لكنها لم تكن تعرف أن خبرها السعيد سينقلب إلى أشد أحوالها تراجيديا.. وأنها لن تنعم بحضن زوجها الذي طال انتظاره إلا جثة هامدة.

طالت الأيام التي ظلت "زينب حمدي" تعدها بانتظار زوجها "أحمد يسري"، إجراءات إخلاء السبيل امتدت شهرا.. ثم صارت شهرا ونصف، وحين أكملت الـ47 يوما من الغياب في أقسام الشرطة، كان عليها أن تتوجه إلى مشرحة زينهم بالقاهرة للتعرف على جثمانه مصابا بطلقة في الرأس.

تداول ناشطون مصريون على موقع "فيسبوك" قصة مأساوية لواحد من 40 شخصا أعلنت وزارة الداخلية المصرية تصفيتهم في اليوم التالي لتفجير استهدف حافلة كانت تقل سائحين فيتناميين في مدينة الجيزة (غرب القاهرة).

وأكد حقوقيون أن أولئك الضحايا كان بينهم مختفون قسريا ومعتقلون سابقون جرى إخلاء سبيلهم فأخفتهم أقسام الشرطة، قبل أن تصفيهم خارج إطار القانون وتصدر بيانا بأنهم قضوا خلال عمليات تبادل إطلاق نار ومداهمة أوكار إرهابيين.

ونعت "زينب حمدي" زوجها "أحمد يسري" على صفحتها بـ"فيسبوك" داعية له بالرحمة وأن يتقبله الله في الشهداء.

وروت إحدى زوجات المعتقلين قصة تعرفها على "زينب" على أبواب سجن العقرب في محاولات مستميتة طيلة عامين لزيارة زوجها، لكنهم كانوا يمنعونها من الزيارة بسبب تعليمات إدارية للسجن بمنع الزيارات عن المعتقلين السياسيين.

وقصت كيف أنها تعرفت عليها أثناء عرضها في الجلسات القضائية أيضا، لتكتشف أنها عروس حديثة مثلها، ما وطد الصداقة بينهما لتشابه ظروفهما.

وبينما تصف فرحة "زينب" عندما حصل "أحمد" على إخلاء سبيل، فإنها راحت تروي فصول المأساة عندما اكتشفت أن زوجها جرت تصفيته لاحقا.

وتؤكد أنه حتى الآن لم تسمح وزارة الداخلية لذوي الضحايا بتشييع جنازات أبنائهم؛ حيث لم تسلمهم جثامينهم بعد.

وعقب أقل من يوم واحد من هجوم استهدف حافلة سياح في الجيزة أسفر عن مقتل 4 أشخاص، بينهم 3 فيتناميين، في 28 ديسمبر/كانون الأول المنصرم، أعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان أنها قتلت 40 إرهابيا في عمليات مداهمة لأوكارهم واشتباك معهم.

لكن حقوقيين وناشطين شككوا في تلك المعلومات، كما لم تعلن الداخلية أسماء الـ40 الذين قالت إنها قتلتهم في تبادل لإطلاق النار.

ووجه حقوقيون ناشطون في ملف الاختفاء القسري، نداءات لأهالي المختفين قسريا؛ لسرعة التأكد من وجود أسماء ذويهم في كشوفات المستشفيات والمشارح في المحافظات التي أعلنت وزارة الداخلية تصفية أشخاص فيها.

وقبل يومين، طالب حقوقيون أهالي المختفين قسريا بالتوجه لمشرحة زينهم بالقاهرة بعد أن بدأت السلطات بالسماح لأهالي الذين قامت بتصفيتهم بالاطلاع على جثامين الشباب.

ووجهت ذويهم إلى جلب أوراق بلاغات الاختفاء القسري الرسمية وصورة شخصية وصورة بطاقة أو شهادة ميلاد المختفي قسريا.

وأضافوا أنه يجب على أهالي المختفين قسريا ممن أخفي أبناؤهم داخل أقسام الشرطة بعد إخلاء سبيلهم من المحكمة، أن يراجعوا المشرحة أيضا، مع العلم بأن المشاهد داخل المشرحة ستكون مؤلمة؛ إذ إن الإصابات كلّها في الرأس بشكل أساسي.

وبالتصفية الأخيرة، يصل إجمالي عدد من تم الإعلان عن قتلهم في بيانات لوزارة الداخلية منذ تولي وزير الداخلية الجديد "محمود توفيق" منصبه في يونيو/حزيران الماضي، إلى 167، بينهم 62 جرت تصفيتهم في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر حقوق الإنسان في مصر مختفون قسريا اختفاء قسري تصفية أحمد يسري