القمة الاقتصادية.. دعوة دمشق تشعل الخلاف بين الفرقاء اللبنانيين

الجمعة 4 يناير 2019 07:01 ص

يبدو أن تشكيل الحكومة الجديدة المتعثر منذ 8 أشهر لم يعد العنوان الوحيد للخلاف بين الفرقاء اللبنانيين، حيث تباينت مواقفهم من دعوة دمشق إلى القمة الاقتصادية العربية المزمعة الشهر الجاري في العاصمة بيروت.

وفي الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية اللبناني "جبران باسيل"، إن بلده ليس صاحب القرار في دعوة سوريا إلى القمة، مستدركا أن بإمكانه -رغم ذلك- المبادرة والعمل من أجل حضورها، هددت المعارضة الببنانية بالتظاهر في شوارع العاصمة حال مشاركة دمشق.

وأوضح "باسيل"، في مؤتمر صحفي، اليوم الجمعة: "رأينا كفريق سياسي وخارجية لبنانية معروف، نحن لم نقطع علاقاتنا بسوريا، ومصلحة لبنان بأن تكون (سوريا) في الجامعة العربية"، مشيرا إلى أن لبنان "كان قد رفض تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية".

وجمدت الجامعة العربية في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، مقعد سوريا، على خلفية لجوء نظام "بشار الأسد"، إلى الخيار العسكري لإخماد الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكمه.

ومن المقرر أن تستضيف بيروت في 19 و20 من الشهر الجاري، القمة التنموية الاقتصادية التي تعقدها الجامعة العربية، في وقت شهدت الأسابيع الأخيرة خطوات عربية للتطبيع مع نظام "الأسد"؛ بينها زيارة أجراها الرئيس السوداني "عمر البشير" إلى دمشق، وإعلان الإمارات والبحرين عودة العمل في سفارتيهما بسوريا.

وكان "حزب الله" اللبناني، المؤيد للنظام السوري والذي يقاتل بجواره، أعلن الخميس عبر بيان عن كتلته البرلمانية، أن لبنان معني بدعوة سوريا للمشاركة في القمة الاقتصادية العربية التي ستنعقد على أرضه، "لما في ذلك من قوة للبنان ومصلحة استراتيجية له".

من جانبه اتخذ النائب "ماريو عون"، المحسوب على رئيس الجمهورية "ميشال عون"، مسافة حذرة من القرار، قائلا في تصريح صحفي الجمعة، إن "التيار الوطني الحر (تيار عون) لن يتفرد بدعوة سوريا إلى القمة الاقتصادية التي ستعقد في لبنان".

وأردف "هذا الأمر (دعوة سوريا) يمكن حسمه إما بخطوة من قبل جامعة الدول العربية، أو بعد تشكيل الحكومة اللبنانية لتبحث في الموضوع وتتخذ القرار المناسب".

على الجهة المقابلة حذّر أمين عام قوى 14 آذار المعارضة للنظام السوري، النائب السابق "فارس سعيد"، من دعوة دمشق للقمة المرتقبة، متوعدا عبر حسابه في موقع تويتر "أنتم أحرار بدعوة من تريدون.. أنتم السلطة وإذا تمت الدعوة بقرار منفرد أو بالتنسيق مع الجامعة العربية، سنتظاهر في بيروت ضدكم وضد الجامعة وضد الأسد.. (هذا) وعد".

ويعارض كل من تيار "المستقبل" الذي يتزعمه رئيس الحكومة المكلّف "سعد الحريري"، والحزب الاشتراكي اللبناني بزعامة "وليد جنبلاط"، وحزب القوات اللبنانية بزعامة "سمير جعجع"، عودة العلاقات مع النظام السوري.

وكشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، الجمعة، أن بيروت أجرت اتصالات مكثفة مؤخرا، بقيادة وزير الخارجية للدفع باتجاه دعوة الأسد للقمة الاقتصادية المزمعة، موضحة أن هذه الاتصالات جرت بالتعاون مع مصر، وشملت البحرين والكويت والعراق وفلسطين والأردن ومصر وتونس.

وأضافت الصحيفة أن مسألة مشاركة سوريا في القمة لم تحسم بعد بانتظار "مباركة سعودية" لخطوة دعوة "الأسد".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

لبنان سوريا دمشق القمة الاقتصادية العربية دعوة الأسد