رجح الجيش الأمريكي، الجمعة، مقتل العقل المدبر لعملية استهداف المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" في اليمن عام 2000، وذلك في الأول من يناير/كانون الثاني الجاري.

ويقول الجيش الأمريكي إن اليمني "جمال البدوي" كان وراء التخطيط لاستهداف المدمرة كول قبالة ميناء عدن (جنوب اليمن)، وهي العملية التي أسفرت عن 17 قتيلا في صفوف الجنود الأمريكيين.

وبحسب المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي "سنتكوم"، "بيل أوربان"، فإن "القوات الأمريكية شنت ضربة في 1 يناير/ كانون الثاني الجاري في محافظة مأرب باليمن".

وتابع أن تلك الضربة "استهدفت جمال البدوي العنصر السابق في تنظيم القاعدة باليمن والمتورط في الاعتداء على (المدمرة الأمريكية) يو إس إس كول".

لكنه لم يؤكد مقتل "البدوي" بشكل قاطعا قائلا: "الجيش الأمريكي لا يزال يُراجع نتائج الضربة (…) للتأكد من مقتله".

وفي السياق ذاته، نقلت  شبكة "سي إن إن" الإخبارية عن مسؤول في إدارة الرئيس "دونالد ترامب" أن كل المؤشرات تدل على مقتل المدبر المفترض للهجوم على المدمرة الأمريكية خلال عملية عسكرية واستخبارية.

ووفق المصدر نفسه، فإن "البدوي" جرى استهدافه بغارة جوية بينما كان يقود سيارته وحده، وأكد مصدر من محافظة مأرب للجزيرة مقتل "البدوي"، فيما قال مصدر آخر إنه لا يمكنه تأكيد ذلك أو نفيه.

ونقلت قناة "روسيا اليوم" عما قالت إنها مصادر محلية في محافظة مأرب أن "البدوي" قتل في الغارة بالفعل.

وتعد تلك الضربة الأمريكية هي الأولى من نوعها في اليمن منذ يوليو/تموز الماضي، بحسب مسؤول عسكري طلب عدم كشف هويته.

ووجه القضاء الأمريكي في عام 2003 لـ"البدوي" 50 تُهمةً تتعلق بالإرهاب، وذلك لدوره في الاعتداء على "يو إس إس كول" في أكتوبر/تشرين الأول عام 2000 ولمحاولته شن هجوم على سفينة حربية أمريكية أخرى في يناير/كانون الثاني من العام نفسه.

وأصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة (أمن الدولة) في صنعاء حكما بإعدام "البدوي"، في أواخر سبتمبر/أيلول 2005، غير أنها عادت وخففته إلى عقوبة الحبس 15 سنة.

وحينها قال محامو الدفاع إن إجراءات المحاكمة لم تكن عادلة، فيما وصف حقوقيون الحكم بأنه استجابة لضغوط أمريكية على اليمن.

وفي فبراير/شباط 2006، تمكن "البدوي" ضمن مجموعة مكونة من 23 سجينا من الهروب عبر نفق أرضي حفروه بأيديهم داخل سجنهم بصنعاء، إلا أن "البدوي" عاد وسلم نفسه للسلطات اليمنية في منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2007 مقابل وعود بعدم سجنه.

وتم بالفعل إطلاق سراحه، حيث تعهد له الرئيس الراحل "علي عبدالله صالح" شفويا بإصدار قرار عفو بحقه.

وينظر مراقبون إلى "البدوي" باعتباره أحد أخطر قيادات تنظيم القاعدة في اليمن.