هاجم وزير الثقافة المصري الأسبق، "جابر عصفور" مؤسسة الأزهر الشريف، معتبرا أنها تعبر عن الجمود وعدم قبول الرأي المخالف لها، وشدد على أن الأزهر الشريف "لا يمثل الإسلام"، على حد وصفه.
وخلال لقائه مع الإعلامي المصري "حمدي رزق" ببرنامج "نظرة"، والمذاع على فضائية "صدى البلد"، وجه مقدم البرنامج سؤالا إلى "عصفور" حول سبب موقفه العنيد والعتيد من الأزهر، فأجابه بالقول إن السبب هو أن "الأزهر لا يمثل الإسلام".
واعتبر "عصفور" أن المذهب الإسلامي الذي يساعد على التقدم والتطور هو مذهب المعتزلة، وليس مذهب الأشعرية الذي يحمله الأزهر.
كما هاجم الوزير الأسبق، مفتي عام السعودية الأسبق، الشيخ "عبدالعزيز بن باز"، معتبرا أن من يتركون فتاوى الشيخ المصري الراحل "محمد عبده" ويذهبون إلى فتاوى "ابن باز" عندهم "خلل في التفكير" على حد قوله.
ورأى "عصفور" خلال انتقاداته للأزهر أن مؤسسته غير قادرة على تجديد الخطاب الديني، موضحًا: "نعتمد على مؤسسة فاقدة القدرة على التجديد، ومن يفسد الشيء لا يصلحه".
وشدد أن السبب في عدم حل مشكلة الخطاب الديني في مصر حتى الآن، يعود إلى الاعتماد على مؤسسة الأزهر، والتي تفتقد إلى القدرة على التجديد.
ولفت إلى أن "تجديد الخطاب الديني لا ينفصل عن تطوير الخطاب الثقافي.. الإشكالية كلها في الأساس هي إشكالية ثقافية، فالتعليم والثقافة وما يرتبط بهما قضايا أمن قومي"، مؤكدا أن هذه العناصر لها دور كبير في تغيير وعي الناس.
وأوضح أن قضيتي "التعليم" و"الثقافة" يرتبط بهما قضايا الأمن القومي، مشيرًا إلى أن تغيير وعي المواطنين يعد قضايا "أمن قومي" وإذا فشلت الدولة في ذلك فشلت في إيجاد الوسائل التي تحميها.
وعقب أن الفشل في إيجاد الحل لهذه القضايا يعتبر بدوره فشلًا في إيجاد الوسائل التي من شأنها حماية البلاد وقت الصدام الحاد، الذي من المحتم على البلاد مواجهته عاجلًا أو آجلًا.
ورأى وزير الثقافة الأسبق، أن الدولة في حاجة لمشروع ثقافي لتسريع كافة الإنجازات والأعمال التي تقوم بها الدولة في الوقت الراهن.
وتعد مهاجمة "عصفور" للأزهر الهجوم الأحدث الذي يشنه مقربون من النظام المصري على المؤسسة الدينية الرسمية، ضمن صراع تخوضه الرئاسة المصرية مع الأزهر بهدف الضغط عليه لاتخاذ قرارات تجديد الخطاب الديني، وهي الإجراءات التي يراها الأزهر تفريطا في الثوابت الإسلامية.
