الدراما اللبنانية.. هل آن أوان الثورة؟

السبت 5 يناير 2019 08:01 ص

فيما بدا نهوضا من تحت أكوام الرماد، استعادت الدراما اللبنانية شيئا من بريقها وزخمها الجماهيري، ونافست مجددا على موقع ريادي وسط الخريطة والمعترك الدراميين العربيين، بجملة مسلسلات وأعمال درامية من بلاد الأرز، على رأسها "كارما" و"حبيبي اللدود" و"ثورة الفلاحين".

وينظر نقاد ومثقفون لبنانيون بعين التفاؤل، والأمل في أن يستعيد لبنان مكانته بعد أن كان مهد الصحافة والطباعة والفن في عموم المنطقة، خاصة خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي قبيل اندلاع الحرب الأهلية التي ضربت بتأثيراتها التدميرية الصناعة الثقافية والفنية والإعلامية.

ويأمل المبدعون اللبنانيون في أن تمهد تلك العودة إلى ثورة على التردي والتراجع الحاد في مختلف مضامير الإبداع في البلد الذي عانى من تأثير واضح للحرب الأهلية على سينماه ودراماه وصحافته.

وتؤشر تلك الأعمال بلا لبس إلى أنه ثمة نتاجات مبدعة ومبهرة لدرجة يخال المشاهد نفسه أمام مسلسلات غربية وعالمية، خاصة مع تشابه عوالم الدراما اللبنانية معنى ومبنى مع عوالم وأجواء درامات عالمية أوروبية ولاتينية غزت وتغزو الشاشات العربية وإن في رداء مدبلج، بحسب تقرير صحيفة "الحياة".

وتعكس أنماط عيش وتفكير وتدبير وحبكات وحكايا الدرامية الإنسانية والجمالية اختلاف لبنان وتمايزه عن المحيط، إذ ثمة تقاليد ديمقراطية ما بالمعنى العريض تتمظهر في طرائق انتظام الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية والفنية التي تتمتع بهامش واسع من الحريات والانفتاح رغم عيش البلد يعيش في منطقة متخمة بالقلاقل والأزمات.

وفي ظل الحرب الأهلية في لبنان كان القطاع الدرامي أكثر القطاعات الفنية تضررا وتعطلا، حتى عاش القطاع حالة من الموت والجمود، لكن المبدعين اللبنانيين يشيرون إلى أن طبيعة المجتمعات التعددية والمنفتحة تمتلك تقاليد راسخة تمكنها من أن تنبعث حية من تحت الرماد نحو فضاءات الإبداع.

وما يزيد من التفاؤل اللبناني في قطاع الدراما، الأنباء السارة التي شهدها القطاع السينمائي باقتراب فيلم "كفرناحوم" للمخرجة اللبنانية "نادين لبكي" من الفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي بعد أن وصل للقائمة المختصرة لهذه الفئة.

  كلمات مفتاحية

الدراما اللبنانية ثورة الفلاحين القطاع الدرامي الحرب الأهلية