اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن تطورات قضية مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، وتزايد المعارضة في صفوف الساسة الأمريكيين حول حملة الرياض العسكرية في اليمن، من المنتظر أن تؤدي إلى تعقيدات في الجولة التي ينتوي وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" إجرائها في الشرق الأوسط، بعد أيام.
وكان من المقرر لتلك الجولة أن تركز على تجميع جهود دول الخليح لمكافحة إيران، وهو ما تركز عليه الإدارة الأمريكية حاليا، لكن أجندات أخرى ستفرض على جدول مباحثات "بومبيو" مع قادة السعودية، حول قضية "خاشقجي"، رغم مبادرة المملكة بالإعلان عن بدء أولى جلسات محاكمة من تقول إنهم متورطين في قتله داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات مسؤول بالخارجية الأمريكية، الجمعة، والتي قال فيها إن قادة السعودية لم يقدموا رواية مقنعة وذات مصداقية حول مقتل "خاشقجي"، وأن العملية القضائية التي أعلنت الرياض بدءها بحق المتهمين بقتل الصحفي السعودي، "لم ترق إلى مستوى المصداقية وتحقيق المساءلة".
وأضافت أنه، خلال الإحاطة الإعلامية التي قدمها المسؤول البارز بالخارجية الأمريكية، الجمعة ، لم يقم بالتصدي بشكل مباشر لمسؤولية ولي العهد السعودي، الأمير "محمد بن سلمان" في وفاة "خاشقجي" عندما طُلب منهم ذلك.
ومع ذلك، والكلام للصحيفة، قال أحد المسؤولين إن إقالة مسؤولين سعوديين كبار من مناصبهم لا يرقى إلى مستوى عقاب حقيقي على مسؤوليتهم عن عملية القتل الوحشية.
وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن أحد هؤلاء المسؤولين السعوديين الذين تحدث عنهم مسؤول الخارجية الأمريكية، هو "سعود القحطاني"، الحليف المقرب من ولي العهد، الذي تم عزله من منصبه كقيصر الإعلام الاجتماعي في المملكة، بعد مقتل "خاشقجي"، لكنه لم يكن من بين المعتقلين في أكتوبر/تشرين الأول في المملكة العربية السعودية بعد أن تحولت قضية القتل إلى أزمة دبلوماسية يهتم بها المجتمع الدولي.
وبالإضافة إلى قضية "خاشقجي"، قال المسؤول الأمريكي إن "بومبيو" سيناقش أيضا مع المسؤولين السعوديين محادثات السلام التي جرت الشهر الماضي في السويد، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب في اليمن، ومن المتوقع أيضا أن يناقش "بومبيو" الحصار الذي تقوده السعودية على قطر، حيث تمتلك الولايات المتحدة قاعدة عسكرية هناك.
