رأى خبراء ومراقبون أن هناك عدة أسباب وراء تأخر تركيا في إطلاق العملية العسكرية في منطقة شرق الفرات شمالي سوريا، رغم التعزيزات الضخمة التي يقوم بها الجيش التركي في المناطق الحدودية منذ أيام.

ونقل موقع "عربي 21" عن رئيس أركان الجيش الحر سابقا العميد "أحمد بري"، قوله إن "عملية شرق الفرات أجّلت بالفعل لنحو شهر من الزمان"، معتبرا أن من بين الأسباب الموجبة للتأجيل، "عدم اكتمال انسحاب القوات الأمريكية، ووجود تحركات للتموضع والخروج الآمن من المنطقة، قبل دخول القوات التركية".

وأوضح "بري" أن "القوات التركية لن تدخل قبل خروج الأمريكان، فضلا عن الانتهاء من التفاهمات مع واشنطن وموسكو بشأن الترتيبات المستقبلية للمنطقة".

وأضاف: "هناك بالفعل اتفاق بين الأتراك والروس، على دخول منبج وعدم السماح للنظام بدخول المنطقة، لكن بعد إعادة ترتيب الأوضاع هناك".

ولفت إلى أن "إعلان النظام السوري دخول منبج كان فبركة.. وهم في الحقيقة دخلوا قرية العريمي جنوب منبج، عبر مجموعة من الشبيحة ورفعوا العلم هناك لمدة ساعتين، ثم هربوا بعد تحليق طيران الاستطلاع التركي".

من جانبه، قال الباحث والكاتب السوري "سعد وفائي"، إن هناك "ضغوطات من دول عربية وغربية لعدم السماح بتمدد النفوذ التركي، وهذا السبب وراء عدم بدء العملية حتى الآن، رغم الإعلانات المتكررة عن قربها".

وأوضح "وفائي" أن "الضغوطات الجارية لتأجيل العملية تهدف لخلق حالة من الحصار والخلافات الإثنية على الحدود التركية، وعدم السماح بأن تملأ أنقرة مواقع الأمريكان التي ستتركها في سوريا".

وتابع: "حدث ذلك سابقا في معسكر بعشيقة التركي بالعراق، حين اقترحت أنقرة المشاركة في عملية تحرير الموصل، وكانت "هناك حالة رفض غربية لوجودها بالأساس فضلا عن مشاركتها بالعملية، لأنهم يعلمون أن تمدد نفوذ تركيا بالمنطقة لن يكون بصالحهم".

وأشار "وفائي" إلى أن "الأتراك يسعون في ظل تأجيل العملية للحصول على مكاسب لتأمين الحدود دون معارك على الأرض، ويفضلون اللجوء للمعارك الدبلوماسية والتوصل لاتفاقات وإن لم تكن كاملة لكن بكلفة أقل".

ورأى أن عملية شرق الفرات ستبقى قائمة، لكنه أشار إلى وجود مساع غربية للوصول إلى تفاهمات معينة، والحصول على ضمانات في حال تدخل تركيا.

وتابع: "أيضا تركيا تضع أمامها اعتبارات عند تنفيذ العملية، بألا تتسبب في إلحاق أضرار بالاقتصاد والليرة".

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، أن بلاده قررت التريث لفترة فيما يتعلق بإطلاق العملية العسكرية شرق نهر الفرات، على خلفية القرار الأمريكي بالانسحاب من سوريا.