قتل الأبناء في مصر.. جرائم بشعة بأسباب متعددة

السبت 5 يناير 2019 09:01 ص

انتشرت في مصر خلال الآونة الأخيرة جرائم قتل بشعة، يرتكبها الآباء في حق أطفالهم وزوجاتهم. 

ورغم اختلاف أماكن وقوع تلك الجرائم التي تهز الرأي العام المصري، وتنوع دوافعها، فإن نتيجتها واحدة، وهي قتل الأبناء بدم بارد، ما دفع خبراء علم الاجتماع والطب النفسي إلى مطالبة الحكومة المصرية بالاهتمام بالدراسات والبحوث الاجتماعية، التي تصدرها المؤسسات العلمية والبحثية، والجامعات المصرية، للحد من تلك الحوادث.

وهزت جريمة ذبح طبيب مصري أطفاله الثلاثة وزوجته بمدينة كفر الشيخ (شمالي القاهرة بنحو 150 كيلومترا)، قبل أيام، الرأي العام في مصر؛ حيث وصف رواد مواقع التواصل الاجتماعي الحادثة بأنها "بشعة" و"خطيرة".

واستطاعت المباحث فك طلاسم الجريمة بسرعة شديدة، رغم ادعاء الزوج المتهم بالقتل، في البداية، بأنه وجد زوجته وأبناءه مقتولين من قبل مجهولين، لدى وصوله للمنزل، قبل إبلاغه الشرطة، لكن بعد تضييق الخناق عليه اعترف أخيرا بارتكابه الجريمة بسبب وجود خلافات أسرية بينه وبين زوجته.

وسلطت وسائل الإعلام المصرية الأضواء على هذه الجريمة البشعة، قبيل انتهاء عام 2018 بساعات قليلة، واهتمت بنشر تفاصيلها بشكل لافت على مدار الساعة، حتى تم الإعلان عن القاتل الحقيقي الذي قام بتمثيل جريمته بعد اعترافه.

وأرجعت "سوسن فايد"، أستاذة علم الاجتماع، بـ"المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية"، أسباب انتشار تلك الحوادث البشعة في الآونة الأخيرة بمصر، إلى اجتماع عدة عوامل في توقيت واحد، مثل الأزمات النفسية، والمادية، وتناول المخدرات، والتعرض لأخبار الجريمة من وسائل الإعلام بشكل متكرر.

وأضافت "أزمة تراجع القيم التي يعاني منها المجتمع المصري حاليا، تساهم بشكل رئيسي في الحوادث البشعة التي شهدتها البلاد أخيرا". ولفتت إلى أن "هذه الأزمة لم تلقَ اهتماما من الجهات المعنية على مدار السنوات الماضية"، وفقا لـ"الشرق الأوسط".

وأوضحت أن "بعض الأمراض النفسية، ومن بينها الاكتئاب، قد يدفع بعض المواطنين إلى التخلص من حياتهم ومن حياة أبنائهم، في لحظة ضعف، بعدما استقر في وجدانهم أن التخلص من الحياة، هو الحل الوحيد للخروج من أزماتهم".

وأوصت بـ"ضرورة اللجوء إلى الطب النفسي، وتغيير النظرة المجتمعية حوله، وعدم اعتبار جميع مرضاه مختلين عقليا، للخروج من تلك الأزمة، أو للحد من انتشارها".

جرائم كثيرة 

جريمة ذبح طبيب كفر الشيخ أطفاله، هي آخر جريمة أسرية وقعت في عام 2018، سبقتها جرائم كثيرة في العام ذاته، شغلت الرأي العام في مصر على مدار أسابيع كاملة، أبرزها "قضية الشروق"، التي وقعت في بداية شهر سبتمبر/أيلول الماضي؛ حيث قتل تاجر زوجته وأبناءه الأربعة طعنا بالسكين، في مدينة الشروق (شرقي القاهرة). 

وسبقتها بأيام قليلة جريمة قتل أسرية أخرى، إذ عثرت الشرطة المصرية على أسرة كاملة متعفنة داخل مسكنها بقرية الرملة التابعة لمدينة بنها، (شمالي القاهرة بنحو 45 كيلومترا)، بعد بلاغ الأهالي للشرطة بانبعاث رائحة كريهة من إحدى العقارات، وتبين وجود 4 أطفال ووالدهم في حالة تعفن كامل داخل شقتهم. 

وتبين من التحقيقات أن الأب تخلص من حياته وحياة أبنائه الأربعة بوضع السم لهم في الطعام، بعد مروره بضائقة مادية شديدة.
وفي عيد الأضحى الماضي، انشغل الرأي العام في مصر، بجريمة خطف وقتل طفلين في مدينة ميت سلسيل بمحافظة الدقهلية، وتبين في النهاية أن القاتل هو الأب، وفقا لما أوردته تحقيقات النيابة في القضية.

وفي منتصف شهر يوليو/تموز الماضي، أعلنت الشرطة المصرية أن سيدة ثلاثينية ألقت جثث أطفالها الثلاثة بأحد الشوارع في منطقة المريوطية بمحافظة الجيزة، واعترفت الأم بأنها تركتهم بمفردهم في شقتها، وأغلقت عليهم الباب من الخارج، وقضى عليهم حريق نشب في الشقة من الداخل.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر قتل الأبناء تعاطي المخدرات