كشف مصدر مقرب من مؤسسة الرئاسة المصرية، أن سبب طلب السفير لدى الولايات المتحدة "ياسر رضا"، من قناة "CBS" الأمريكية عدم إذاعة الحلقة التي جرى تسجيلها مع الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" هو المظهر الذي بدا عليه الرئيس وليس في مضمون الحوار.

وحسب المصدر، فإن رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء "عباس كامل"، وجه "رضا"، لهذا الطلب، قائلا له: "الرئيس شكله طالع مش حلو.. خليهم ما يذيعوش".

ولفت المصدر الذي تحدث إلى موقع "عربي بوست"، إلى أن الحوار مسجل منذ 4 أشهر، إبان تواجد "السيسي"، في نيويورك، خلال مشاركته في فاعليات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وحينها، والحديث للمصدر، نجحت قناة "CBS" في إقناع الإدارة المصرية بالتسجيل مع "السيسي"، في برنامج "60 دقيقة"، الذي يقدمه المذيع الأمريكي "سكوت بيللي".

وطلبت الرئاسة المصرية من إدارة البرنامج إرسال الأسئلة لتتم مراجعتها في قبل القاهرة، قبل التسجيل، لكن إدارة البرنامج ردت عليهم بأن هذا يتعارض مع سياسة البرنامج المتعلقة بالحوارات التي يجرونها مع الضيوف، وأنهم لا يستطيعون تلبية هذا الطلب، مما جعل مصر ترفض التسجيل وقتها.

وبعد مفاوضات استمرت عدة أسابيع، اقتنعت الإدارة المصرية بوجهة نظر البرنامج وأنه من المهم لـ"السيسي" الظهور فيه، حيث سبق أن ظهر فيه قادة دول عربية وغربية.

ومن وجهة نظر الإدارة المصرية، وفقا للمصدر فإن ظهور "السيسي"، بالبرنامج مهم، ويعزز صورته كرجل قوي، وأحد أقوى رجال الشرق الأوسط الفاعلين، مع تأكيد من القناة للرئاسة المصرية، أنه سيلاقي معاملة تليق بمكانته.

وانتهت المفاوضات بالفعل بموافقة الجانب المصري على التسجيل.

واتفق الجانبان على إذاعة الحلقة بداية عام 2019، ورُوعي ذلك في تغطية الأسئلة، ومواقف مصر من القضايا الكلية والأحداث الرئيسية.

وأضاف المصدر: "ليس صحيحا ما يُقال بأن مصر اعترضت على إذاعة الحوار بسبب ما قاله الرئيس، هذا ليس صحيحا تماما".

ولم توضح قناة "CBS" بالتفصيل طلب السفير المصري، لكنها قالت فقط إن "إجابات السيسي لم تكن من نوعية الأخبار التي ترغب حكومته في عرضها".

ووفقا للمصدر، فإن حديث "السيسي" بخصوص (إسرائيل) مكرر، وقيل مرارا على لسانه، حيث صرح في الأمم المتحدة سلفا بحق المواطن الإسرائيلي في حياة آمنة، فضلا عن أن التعاون الاستخباراتي في سيناء مع (إسرائيل) ليس سرا.

أيضا ما قيل بخصوص ملف الحريات والمعتقلين السياسيين، حسب المصدر، فليس جديدا، ولا يمثل إحراجا للرئيس مطلقا، فقد سبق أن نفى "السيسي" أثناء مؤتمر صحفي سابق، أن الحق الأول قبل حقوق الإنسان هو حق الحياة.

وأوضح المصدر أن الأزمة تمثلت هنا في "شكل الرئيس"، وقال: "السيسي لم يعجبه شكله خلال الحوار، بعدما اطلع على مقتطفات منه عقب انتهاء التصوير".

وذكر المصدر أن "السيسي بدا مهزوزا أمام المذيع، وهو ما يتنافى مع الصورة الذهنية التي يحرص الرئيس على تصديرها عن نفسه، كرجل قوي ومسيطر على انفعالاته وعلى الوضع".

وتابع: "أداء المذيع وأداء الرئيس لم يكن ليخدم تلك الصورة الذهنية مطلقا، وهذا تحديدا هو ما جعل الرئيس يكلف اللواء كامل بإنهاء تلك القصة وعدم إذاعة اللقاء".

ونفى المصدر أن يكون "السيسي" قد وبخ اللواء "كامل" أو ثار عليه: "هذا غير صحيح على الإطلاق، تحدثا معا وقررا اتخاذ قرار منع النشر، وتم تكليف السفير المصري في واشنطن بإخطار القناه بذلك".

وللمفارقة، والحديث للمصدر، أن ذلك الإخطار تم بعد التسجيل، بعده بأيام وليس الآن، و"لكن يبدو أن القناه لم تستجب، وقررت تسريب تلك المعلومة الآن كنوع من الدعاية لحلقتها ليس أكثر".

ولم تعلق الرئاسة أو الخارجية المصرية، حتى كتابة هذه السطور، على ما ذكرته القناة الأمريكية.

ومن المقرر أن يذاع البرنامج فجر الإثنين بتوقيت القاهرة.