ودع مدير قناة "العربية" السابق "تركي الدخيل"، الذي يستعد لتسلم مهام عمله سفيرا للمملكة لدى الإمارات، زملاءه ومشاهديه في القناة السعودية برسالة مؤثرة استعرض فيها جوانب من مسيرته الصحفية والإعلامية التي تجاوزت العقدين.

جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الأحد، كتبه "الدخيل" الذي شغل منصب مدير قناة "العربية" منذ 2015 ، وكان عضوا مؤسسا في القناة منذ انطلاقها عام 2003.

وفي المقال الذي جاء بعنوان "في وداع العربية.. بالحب جئتكم.. وبه ألقاكم"، قال "الدخيل" إن التغيير سُنّة الحياة، وإن كانت الاستمرارية ما يسعى إليه المدير الناجح، بها يوافق من دون تردد، ويرفض من دون تبرير.

وأضاف، أن الاستمرارية بطبيعة الحال، لا تتأتى بصاحب الفكرة المخلص، المقنع، المستعد أن يحارب العالم بمحبة من أجل فكرته.

وأكد "الدخيل" أنه لا يجامل ولا يساوم أبداً، حين يتعلق الأمر ببلاده والدفاع عن قضاياها، مبيناً أنه وأبناؤه مثل كثير من المخلصين جنودٌ لهذه البلاد، ولن يهدأ له طرْف، قبل أن يراها كما يراها مليكه وولي عهده في مصافّ الأمم، لا الدول فحسب.

وأوضح أن رضا الناس غاية لا تُدرك، ولكنه حرص دائماً على ألا يتفق الجميع على ذمِّه، لافتاً إلى أنه لا يبرئ نفسه من سوء، ولكنه لم ينَم يوماً وفي قلبه غلٌّ أو غضبٌ على شاتم أو مسيء.

وأبان أن من يقحم نفسه في تفاصيل التفاصيل يخطئ أكثر، مشيراً إلى أن إيمانه بـ"التفويض" قد يغضب كثيرا، لكنهم ربما يتناسون احتفاظه بحق التعليق وإبداء الرأي، والاتصال المفاجئ قبل أن تخرج الأمور عن السياق المتفق عليه.

وذكر "الدخيل": "بالحب وحده جئتكم قبل أعوام، وبحب الحقيقة والانتصار لها، استيقظنا وجمعتنا المكاتب وساعات العمل الطويلة".

وتابع: "أما اليوم، فبالحب والصداقة وذكريات التعلم بعضنا من بعض، أودِّعكم وداع الذي يعرف أن الخطى تلتقي وتتقاطع، وأن الحياة تجمع الناس، يملؤني الحنين.. ما زلت قريباً، وسأبقى قريباً من كل فرد منكم".

وتابع: "شكراً لكم رفاق الدرب، دعوتي الصادقة لكم: حافظوا على عهد العربية القديم، في حق الناس أن تعرف أكثر، كل ثانية... حافظوا على تعلق الناس بها، فكرة مشعة، وحالة انتماء، وتيار اعتدال، لكل منفتح وناجح وحالم في عالمنا العربي، من المحيط إلى الخليج. فالعربية أكثر من مجرد قناة إخبارية رائدة، وأوسع من مصدر معلومات موثوق للملايين، على أهمية ذلك كله".