أسوشيتد برس: الأمريكيون يغادرون وشرق سوريا يتحول لملعب جديد

الأحد 6 يناير 2019 07:01 ص

خلق الانسحاب الأمريكي المزمع من سوريا فراغا هائلا ومفاجئا، من شأنه أن يؤدي إلى تعقيد الصراع هناك، مع تداعي قوى إقليمية لمحاولة ملء هذا الفراغ، كل لصالحه، ومن المنتظر أن يجبر القرار الأمريكي جميع الأطراف على إعادة تقييم تحالفاتها وشراكاتها القديمة في سوريا.

بهذه الخلاصة أشارت وكالة "أسوشيتد برس"، في تقرير لها، إلى تداعيات قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بالانسحاب من سوريا.

وقال التقرير إن كلا من النظام السوري وروسيا وإيران وتركيا و(إسرائيل) متورطون في الحرب التي نشبت في البلاد، قبل 8 سنوات، وخاض كل منهم معاركه الخاصة، والآن من المنتظر أن تنتقل كل  تلك الصراعات إلى الأراضي التي سيتركها الأمريكيون، ما سيخلق توترات جديدة، وفوضى أخرى محتملة.

ولطمأنة الحلفاء المتوترين، أرسلت واشنطن "جون بولتون"، مستشار الأمن القومي إلى (إسرائيل) يوم الأحد، حيث قال إنه لا يوجد جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية في شمال شرقي سوريا، في أول تأكيد علني بأن الانسحاب تباطأ.

وستتبع رحلة "بولتون"، جولة لوزير الخارجية "مايك بومبيو" الذي يخطط للقيام بجولة تشمل 8 دول لحلفاء عرب خلال الأسبوع القادم.

وأشار التقرير إلى أهمية المنطقة، التي تمثل مثلثا متوترا، شمالا مع الحدود التركية السورية، وشرقا مع الحدود العراقية، وضلعه الثالث هو منطقة شرق الفرات، والتي ستنسحب منها القوات الأمريكية، حيث يطمح النظام السوري لإعادة فرض سيطرته عليها لتأكيد انتصاره، وقد كانت تلك المنطقة مخزنا للقمح والشعير بسوريا، وسدودها تولد الكهرباء، وتمتلك بعض أغنى موارد النفط في سوريا.

وبالنسبة للأكراد، فقد أدى وجودهم بتلك المنطقة ودعمهم السخي من الأمريكيين إلى تثبيت اقدامهم وتقوية مطلبهم المتمثل في الاستقلال الذاتي، وهو ما تراه تركيا تهديدا وجوديا على حدودها لا يمكن أن تسمح به، متعهدة بإفشاله.

وأضاف التقرير أن العقبة الوحيدة التي منعت "الأسد" من السيطرة على الشرق هي الوجود الأمريكي والغطاء الذي وفرته للميليشيا الكردية، لكن بعد الانسحاب سيكون الشرق مغريا أمام دمشق للعودة مجددا.

وبعد أن تخلى عنهم الأمريكيون، بدأ الأكراد في التوجه نحو روسيا و"الأسد" لحمايتهم من خصمهم المرعب؛ تركيا، وبدلا من أن يختفوا كليا على يد أنقرة، يخططون لتواجد مختلف بدعم "الأسد" لمواصلة العمل عسكريا، حتى إن سيطرت دمشق على الأمور.

ويتابع: تركيا قلقة بنفس القدر من احتمال سيطرة النظام السوري على الشرق، ففي الماضي، استخدمت دمشق الميليشيا الكردية كرافعة ضد أنقرة، ويمكنها فعل ذلك مرة أخرى، على مدى قرابة 20 عاما، استضافت سوريا الزعيم الكردي الرئيسي "عبدالله أوجلان"، والذي تم اعتقاله عام 1999، وهو الآن مسجون في تركيا.

ويشير التقرير إلى أن تحرك الحكومة السورية شرقا يعني أيضا انتشار إيران في تلك المنطقة، حيث تتمتع الأخيرة بحرية تحرير مقاتليها وأسلحتها وإمداداتها عبر العراق وسوريا إلى لبنان، وسعت الميليشيات المدعومة من إيران السيطرة على المناطق القريبة من الحدود السورية مع العراق وعبرت بحرية ذهابا وإيابا.

وقد أثار ذلك التطور بالفعل قلق (إسرائيل)، وهو ما يعني أن الضربات الإسرائيلية قد تتزايد في تلك المنطقة.

وبحسب التقرير، فلا يجب أيضا إغفال الاضطرابات المتزايدة بين القبائل العربية في الشرق السوري، والمستاءة من الإدارة الكردية هناك، هم أيضا قد يكونون مصدرا للتوترات هناك، ويمكن أن يستغل اللاعبون الإقليميون هذا الأمر، كل لصالحه.

المصدر | الخليج الجديد + أسوشيتد برس

  كلمات مفتاحية

سوريا شرق سوريا الانسحاب الأمريكي من سوريا أسوشيتد برس تركيا النظام السوري الأكراد