و.بوست: محاكمة قتلة خاشقجي مهزلة.. وعلى الكونغرس أن يجلب العدالة

الاثنين 7 يناير 2019 09:01 ص

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحية لها إنه لم يكن من قبيل المصادفة أن تعلن المملكة العربية السعودية عن بدء محاكمة 11 شخصا متهمين في مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" تزامنا مع موعد انعقاد الكونغرس الجديد الخميس الماضي. 

وقالت الصحيفة إنه مع انعقاد مجلس النواب الجديد، أصبح الكونغرس أقرب إلى فرض تبعات ذات مغزى على ولي العهد "محمد بن سلمان"، الذي تعتقد وكالة الاستخبارات المركزية أنه أشرف على الفريق الذي يضم 15 عضوا، الذي كان ينتظر "خاشقجي" عندما دخل القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول.

وفي ديسمبر/كانون الأول، وافق مجلس الشيوخ المنتهية ولايته بالإجماع على قرار يحمل ولي العهد المسؤولية عن القتل، على الرغم من إنكاره ومحاولات الرئيس "ترامب" التغطية عليه. وتذرع أعضاء مجلس الشيوخ بأحكام قانون حقوق الإنسان، ليطلبوا من الإدارة إصدار تقرير حول مسؤولية "محمد بن سلمان" في الأشهر المقبلة.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن المحاكمة السعودية هدفت لتفادي المزيد من اللغط في الكونغرس حول القضية، ولكنها كانت إجراءً ضعيفا بشكل مثير للشفقة، منوهة إلى ما ذكرته وكالة الأنباء الحكومية السعودية عن عقد جلسة استماع أولية أمام المحكمة، وأن أحد المدعين العموم يعتزم طلب عقوبة الإعدام بحق 5 من المتهمين.

وواصلت الصحيفة انتقادها للمحاكمة قائلة إنها "لم تكن علنية" ولم تشر إلى أسماء أي من المشتبه بهم، الذين لم يشملوا بالطبع ولي العهد السعودي أو أيا من كبار المسؤولين الآخرين الذين سبق أن اتهمتهم السلطات السعودية بالتورط في القتل. وبدلا من ذلك، يتم إعداد مجموعة صغيرة من أفراد الأمن، الذين كانوا يتبعون الأوامر، للعب دور كبش الفداء، وسيتم قطع رأس هؤلاء بعقوبة الإعدام، تماشيا مع بربرية المملكة، وفقا لوصف "واشنطن بوست".

ومن بين المسؤولين الهاربين من المسؤولية - وفقا للصحيفة - "سعود القحطاني"، أحد كبار مساعدي "محمد بن سلمان"، الذي يُعتقد أنه نظم العديد من العمليات غير القانونية ضد المعارضين، وهناك "أحمد عسيري"، نائب رئيس المخابرات السابق، وكذلك "صلاح محمد الطبيقي"، وهو الطبيب الشرعي الذي قطع جسد "خاشقجي" بمنشار عظم جلبه من الرياض لهذا الغرض.

وذكرت صحيفة "ديلي صباح" التركية، مؤخرا، أن "الطبيقي" يعيش بهدوء مع عائلته في فيلا في جدة.

وتعلق "واشنطن بوست" قائلة إن الإفلات من العقاب بهذا الشكل "يعد صارخا" لدرجة أن إدارة "ترامب" لم تجد أي طرف يؤيدها في دفاعها عن المملكة وولي العهد".

واستشهدت بتصريح مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين الجمعة قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" الأخيرة إلى الرياض حيث قال المسؤول إن "القصص التي يرويها السعوديون لم تصل بعد إلى عتبة المصداقية والشفافية"، التي تقول الإدارة إنها تسعى إلى تحقيقها.

ومع ذلك، ترى الصحيفة أنه سيكون من الغباء الاعتماد على "بومبيو"، الذي وصف مطالب الكونغرس بأنها "متربصة"، وتهدف لفرض ضغط على ولي العهد.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالتأكيد أنه إذا كانت الولايات المتحدة راغبة في تأكيد قيمها بالإصرار على العدالة في قضية "خاشقجي"، فيجب على الكونغرس أن يتولى زمام القيادة.

ودعت الصحيفة القيادة الديمقراطية الجديدة في مجلس النواب لتقديم إجراءات جديدة تشمل فرض عقوبات أمريكية على جميع المسؤولين عن القتل، بما في ذلك "محمد بن سلمان"، وإنهاء الدعم الأمريكي للحرب السعودية في اليمن قائلة إن سيناريو "العدالة الفاسدة" الذي تعمل السلطات السعودية على إخراجه لا ينبغي أن يكون المشهد الأخير في دراما قضية "خاشقجي".

المصدر | واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

جمال خاشقجي الكونغرس إدارة ترامب محمد بن سلمان