أردوغان: تركيا لديها خطة لاستعادة السلام في سوريا

الاثنين 7 يناير 2019 10:01 ص

قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إن نظيره الأمريكي "دونالد ترامب"، أقدم على خطوة صحيحة باتخاذ قرار الانسحاب من سوريا، مشيرا إلي أن بلاده يمكنها تحقيق استراتيجية شاملة لتعزيز السلام والاستقرار لأمد طويل فى سوريا.

جاء ذلك فى مقال لـ"أردوغان" نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الإثنين، تحت عنوان "تركيا لديها خطة لاستعادة السلام فى سوريا".

وأوضح "أردوغان" أن "ترامب أصدر قرارا صائبا بالانسحاب من سوريا. ومع ذلك فإن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية، يجب التخطيط له بعناية، ولا بد أن يتم بالتعاون مع الشركاء المناسبين لحماية مصالح الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، والشعب السوري".

وذكر أن تركيا، التي تمتلك ثاني أكبر جيش عامل بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، هي الدولة الوحيدة التي تمتلك القوة والالتزام لأداء تلك المهمة.

وتابع "أردوغان": "فى عام 2016، كانت تركيا أول من نشر قوات مقاتلة برية على الأرض، لمحاربة ما يسمي تنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا.. وقد قطع توغلنا العسكري الطريق أمام وصول تلك المجموعة إلى حدود دول الناتو، وأعاقت قدرتها على تنفيذ هجمات إرهابية فى تركيا وأوروبا".

ولفت الرئيس التركي إلي أنه على عكس عمليات التحالف في الرقة والموصل، والتي اعتمدت بشكل كبير على الضربات الجوية، وتم تنفيذها دون أدني اعتبار لوقوع إصابات فى صفوف المدنيين؛ مرت القوات التركية ومقاتلي الجيش السوري الحر، على البيوت جميعا؛ لاجتثاث المتمردين فى مدينة الباب معقل سابق لما يسمي "الدولة الإسلامية".

وأوضح "أردوغان"، أن "منهجنا ترك البنية الأساسية للمدينة سليما إلي حد كبير، وجعل من الممكن للحياة أن تعود إلي طبيعتها فى غضون أيام.. واليوم عاد الأطفال إلي المدارس، ويعالج مستشفى ممول من تركيا المرضى، والمشاريع التجارية الجديدة تخلق فرص عمل وتعزز الاقتصاد المحلي.. وهذه البيئة المستقرة هي العلاج الوحيد للإرهاب".

وأكد أن بلاده ملتزمة بهزيمة ما يسمي "الدولة الإسلامية"، والجماعات الإرهابية الأخرى في سوريا، مشيرا إلي أن الشعب التركي على دراية تامة بخطر التطرف المنطوي على العنف.

وتابع: "أقول مرة أخري، لن يكون هناك نصر للإرهابيين.. وستواصل تركيا القيام بما يجب عليها لضمان سلامتها وصالح المجتمع الدولي".

ومضي قائلا: "من الناحية العسكرية، منيت الدولة الإسلامية المزعومة بالهزيمة فى سوريا، ومع ذلك نشعر بقلق عميق من أن بعض القوى الخارجية قد تستخدم بقايا المنظمة الإرهابية كذريعة للتدخل فى شؤون سوريا الداخلية".

وذكر أن "النصر العسكري ضد المجموعة الإرهابية هو مجرد خطوة أولي.. والدرس المستفاد من العراق -وهو المكان الذي نشأت فيه تلك المجموعة- يتمثل فى أن الإعلان المبكر عن النصر والتصرفات الرعناء، يترتب عليها مشاكل أكثر مما تنجم عنها حلول.. وليس بوسع المجتمع الدولي أن يتحمل نفس الخطأ مرة أخري اليوم".

وقال "أردوغان": إن "تركيا تقدم استراتيجية شاملة للقضاء على الأسباب الجذرية للتطرف.. نريد ضمان أن عدم شعور المواطنين بالانفصال عن الحكومة، وعدم وصول الجماعات الإرهابية إلي مظالم المجتمعات المحلية، وأن يكون بإمكان الناس العاديين الإستناد إلي مستقبل مستقر".

ولفت إلي أن "الخطوة الأولي تتمثل فى تكوين قوة لتحقيق الاستقرار، تضم مقاتلين من جميع أنحاء المجتمع السوري، حيث إن مجموعة متنوعة هي فقط التي يمكن أن تخدم جميع المواطنين السورييين، وتفرض القانون والنظام فى أجزاء مختلفة فى البلاد".

وعقب "أردوغان" قائلا: "أود أن أشير إلي أنه ليس لدينا أي خلاف مع الأكراد السورييين".

وذكر الرئيس التركي أنه فى ظل ظروف الحرب، لم يكن أمام العديد من الشباب السوري، أي خيار سوي الانضمام إلي وحدات حماية الشعب، الفرع السوري لـ"بي كا كا"، والتي تدرجهما كلا من تركيا والولايات المتحدة ضمن قائمة منظمات إرهابية.

ولفت إلي أنه "ووفقا لهيومن رايتس ووتش، فإن وحدات حماية الشعب، انتهكت القوانين الدولية من خلال تجنيد الأطفال".

ونوه إلي أنه "بعد انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، سنستكمل عملية فحص مكثفة من أجل لم شمل الأطفال مع عائلاتهم، وإدراج جميع المقاتلين الذين ليس لهم صلات بالمنظمات الإرهابية فى قوة تحقيق الاستقرار الجديدة "، مؤكدا أن ضمان التمثيل السياسي الكافي لجميع المجتمعات هو أولوية أخري.

وذكر أنه "تحت مراقبة تركيا، فإن الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة وحدات الشعب، أو لسيطرة الدولة الاسلامية، ستحكمها مجالس منتخبة شعبيا. وسيكون الأفراد الذين لاصلة لهم بالجماعات الإرهابية، مؤهلين؛ لتمثيل مجتمعاتهم المحلية فى الحكومات المحلية".

وتابع الرئيس التركي، أن "مجالس محلية فى الأجزاء التي تقطنها أغلبية كردية شمال سوريا، سوف تتكون إلي حد كبير من ممثلي المجتمع الكردي، مع ضمان تمتع كافة المجموعات الأخري بتمثيل سياسي عادل، وسيقوم مسؤولون أتراك من أصحاب الخبرة، بتقديم المشوره لهم، بشأن الشؤون البلدية والتعليم والرعاية الصحية وخدمات الطورائ".

وأكد أن "تركيا تعتزم التعاون والتنسيق مع أصدقائنا وحلفائنا.. لقد شاركنا عن كثب فى عمليتي جنيف وأستانا، ونحن الجهة الوحيدة من أصحاب المصالح التي يمكنها أن تعمل فى وقت واحد مع الولايات المتحدة وروسيا، وسنبني على تلك الشراكة لإنجاز المهمة فى سوريا".

وختم "أردوغان" مقاله بالقول: "لقد حان الوقت، كي يتعاون أصحاب المصلحة لإنهاء الإرهاب الذي أطلقه تنظيم الدولة الاسلامية، وهو عدو للإسلام والمسلمين فى جميع أنحاء العالم، وأيضا للحفاظ على وحدة أراضي سوريا. وتتطوع تركيا لتحمل هذا العبء الثقيل فى ظرف تاريخي حرج، ونحن نعول على المجتمع الدولي للوقف معنا".

المصدر | الخليج الجديد + نيويورك تايمز

  كلمات مفتاحية

تركيا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سوريا السلام فى سوريا خطة تركيا